معاني القرآن، ج ٣، ص : ٣٨
و قوله : أَمْ أَبْرَمُوا أَمْراً (٧٩).
يريد : أبرموا أمرا ينجيهم من عذابنا عند أنفسهم، فإنا مبرمون معذبوهم.
وقوله : وَقِيلِهِ يا رَبِّ (٨٨).
خفضها عاصم والسلمى وحمزة وبعض أصحاب عبد اللّه، ونصبها أهل المدينة والحسن فيما أعلم «١» فمن خفضها قال :«عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ» وعلم «قيله يا رب». ومن نصبها أضمر معها قولا، كأنه قال :
و قال قوله، وشكا شكواه إلى ربه وهى فى إحدى القراءتين [١٧٢/ ا]. قال الفراء «٢» :«٣» لا أعلمها إلا فى قراءة أبى، لأنى رأيتها فى بعض مصاحف عبد اللّه [على ] «٤» وقيله، ونصبها أيضا يجوز «٥» من قوله :«نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْواهُمْ»، ونسمع قيله، ولو قال قائل : وقيله رفعا كان جائزا، كما تقول :
و نداؤه هذه الكلمة : يا رب، ثم قال :«فَاصْفَحْ عَنْهُمْ»، فوصله بدعائه كأنه من قوله وهو من أمر اللّه أمره أن يصفح، أمره بهذا قبل أن يؤمر بقتالهم.
وَ قُلْ سَلامٌ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ (٨٩).
رفع سلام بضمير عليكم وما أشبهه، ولو كان : وقل سلاما كان صوابا، كما قال :«قالُوا سَلاماً قالَ سَلامٌ» «٦».
وقرأ الأعرج وأبو قلابة ومجاهد والحسن وقتادة ومسلم بن جندب :«و قيله» بالرفع، وخرج على أنه معطوف على «عِلْمُ السَّاعَةِ» على حذف مضاف، أي : وعلم قيله حذف، وأقيم المضاف إليه مقامه. والزمخشري تعليق على هذا الرأى (انظر البحر المحيط ٨/ ٣٠).
(٢) فى ب : وقال قال الفراء.
(٣) فى ح، ش «و لا».
(٤) الزيادة من ب، ح، ش.
(٥) فى ب، ش يجوز أيضا.
(٦) سورة هود الآية ٦٩.