معاني القرآن، ج ٣، ص : ٣٩
ومن سورة الدخان
قوله عز وجل : يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ (٤).
أَمْراً (٥) هو منصوب بقوله : يفرق، على معنى يفرق كل أمر فرقا وأمرا «١» وكذلك.
قوله : رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ (٦)، يفرق ذلك رحمة من ربك، ويجوز أن تنصب الرحمة بوقوع مرسلين عليها، تجعل الرحمة هى النبي صلّى اللّه عليه.
وقوله : رَبِّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ (٧).
«٢» خفضها الأعمش وأصحابه، ورفعها أهل المدينة، وقد «٣» خفضها الحسن أيضا على أن تكون تابعة لربك رب السموات.
ومن رفع «٤» جعله تابعا لقوله :«إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ»، ورفع أيضا آخر «٥» على الاستئناف كما قال :«وَ ما بَيْنَهُمَا الرَّحْمنِ» «٦».
وقوله : تَأْتِي السَّماءُ بِدُخانٍ مُبِينٍ (١٠) يَغْشَى النَّاسَ «٧» هذا عَذابٌ (١١).
كان النبي صلّى اللّه عليه دعا عليهم، فقال : اللهم اشدد وطأتك على مضمر، اللهم سنين كسنى يوسف، فأصابهم جوع، حتّى أكلوا العظام «٨» والميتة، فكانوا يرون فيما بينهم وبين السماء دخانا.
والثالث : هو حال من الضمير فى حكيم، أو من أمر لأنه قد وصف (ثم انظر العكبري فى إعراب القرآن ٢/ ١٢٠)
(٢، ٣) ساقط فى ح.
(٤) عاصم وحمزة والكسائي يخفضونها بدلا من ربك، أو صفة، وافقهم ابن محيصن والحسن. والباقون بالرفع على إضمار مبتدأ أي هو رب، أو مبتدأ خبره : لا إله إلا هو (الإتحاف ٣٨٨).
(٥) فى ش ورفع آخر أيضا.
(٦) سورة النبأ آية ٣٧. [.....]
(٧) لم يثبت (يغشى الناس) فى غير الأصل.
(٨) فى (ج) الطعام وهو تحريف.