معاني القرآن، ج ٣، ص : ٤٢
و قوله : وَآتَيْناهُمْ مِنَ الْآياتِ ما فِيهِ بَلؤُا مُبِينٌ (٣٣).
يريد : نعم مبيّنة، منها : أن أنجاهم من آل فرعون، وظللهم بالغمام، وأنزل عليهم المنّ والسلوى، وهو كما تقول للرجل : إن بلائي عندك لحسن، وقد قيل فيهما : إن البلاء عذاب، وكلّ صواب.
وقوله : فَأْتُوا بِآبائِنا إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ (٣٦).
يخاطبون النبي - صلى اللّه عليه - وحده، وهو كقوله :«يا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذا طَلَّقْتُمُ النِّساءَ» «١» فى كثير من كلام العرب، أن تجمع العرب فعل الواحد، منه قول اللّه عز وجل :«قالَ رَبِّ ارْجِعُونِ» «٢».
وقوله : إِلَّا بِالْحَقِّ (٣٩).
يريد : للحق.
وقوله : إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ مِيقاتُهُمْ أَجْمَعِينَ (٤٠).
يريد : الأولين والآخرين، ولو نصب (ميقاتهم) لكان صوابا يجعل «٣» اليوم صفة، قال : أنشدنى بعضهم :
لو كنت أعلم أنّ آخر عهدكم «٤» يوم الرحيل فعلت «٥» ما لم أفعل
فنصب : يوم الرحيل، على أنه صفة «٦».
وقوله : إِلَّا مَنْ رَحِمَ اللَّهُ (٤٢).
فإن المؤمنين يشفّع بعضهم فى بعض، فإن شئت فاجعل - من - فى موضع رفع، كأنك قلت :
لا يقوم أحد إلا فلان، وإن شئت جعلته نصبا على الاستثناء والانقطاع عن أول الكلام تريد :
اللهم إلّا من رحمت.

(١) سورة الطلاق الآية : ١
(٢) سورة المؤمنون الآية : ٩٩.
(٣) فى ب : فجعل.
(٤) فى ش عهدهم.
(٥) سقط (فعلت) فى ش.
(٦) فى ش فصه، وهو خطأ من الناسخ.


الصفحة التالية
Icon