معاني القرآن، ج ٣، ص : ٤٧
و قوله : وَإِذا قِيلَ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَالسَّاعَةُ لا رَيْبَ فِيها (٣٢) ترفع الساعة وهو وجه الكلام، وإن نصبتها فصواب، قرأ بذلك حمزة الزيات «١»، وفى قراءة عبد اللّه :«و إذا قيل إنّ وعد اللّه حقّ وإن السّاعة لا ريب فيها» «٢»، فقد عرفت الوجهين، وفسّرا «٣» فى غير هذا الموضع.
وقوله : أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئاتِ
(٢١) الاجتراح : الاقتراف، والاكتساب.
وقوله : سَواءً مَحْياهُمْ وَمَماتُهُمْ
«٤»٢١) تنصب سواء، وترفعه، والمحيا والممات فى موضع رفع بمنزلة قوله : رأيت القوم سواء صغارهم وكبارهم [١٧٤/ ب ]، تنصب سواء لأنك تجعله فعلا لما عاد على الناس من ذكرهم، وما عاد على القوم وجميع الأسماء بذكرهم، وقد تقدم فعله، فاجعل الفعل معربا بالاسم الأول. تقول : مررت بقوم سواء صغارهم وكبارهم «٥»، ورأيت قوما سواء صغارهم وكبارهم «٦».
وكذلك الرفع - وربما جعلت العرب :(سواء) فى مذهب اسم بمنزلة حسبك، فيقولون : رأيت قوما سواء صغارهم وكبارهم، فيكون كقولك : مررت برجل حسبك أخوه «٧» ولو جعلت مكان سواء مستو لم ترفع، ولكن تجعله متبعا لما قبله، مخالفا لسواء لأن مستويا من صفة القوم، ولأن سواء - كالمصدر، والمصدر اسم.
ولو نصبت : المحيا والممات - كان وجها تريد أن تجعلهم سواء فى محياهم ومماتهم.
وقوله : وَجَعَلَ عَلى بَصَرِهِ غِشاوَةً (٢٣).

(١) جاء فى إعراب القرآن العكبري (٢/ ١٢٢) قوله تعالى :«وَ السَّاعَةُ لا رَيْبَ فِيها» يقرأ بالرفع على الابتداء وما بعده الخبر، وقيل : هو معطوف على موضع إن، وما عملت فيه، ويقرأ بالنصب عطفا على اسم إن.
(٢) انظر المصاحف للسجستانى ص : ٧٠.
(٣) فى ش وفسر.
(٤) لم يثبت فى ب :(ومماتهم).
(٥، ٦) سقط فى ح.
(٧) فى ب، ح، ش : حسبك أبوه.


الصفحة التالية
Icon