معاني القرآن، ج ٣، ص : ٥٨
و أنت تعنى : أوزار أهلها، وتكون لأهل الشرك خاصة، كقولك : حتى تنفى الحرب أوزار المشركين.
وقوله : ذلِكَ وَلَوْ يَشاءُ اللَّهُ لَانْتَصَرَ مِنْهُمْ (٤) بملائكة غيركم، ويقال : بغير قتال، ولكن ليبلو بعضكم ببعض، المؤمن بالكافر، والكافر بالمؤمن.
وقوله : والذين قاتلوا فى سبيل اللّه (٤) قرأها الأعمش وعاصم وزيد بن ثابت «١» [حدثنا محمد] «٢» حدثنا الفراء قال : حدثنى بذلك محمد بن الفضل الخراسانى عن [عطاء عن أبى ] «٣» عبد الرحمن عن زيد بن ثابت : قاتلوا «٤»، وقرأها الحسن : قتّلوا «٥» مشددة، وقد خففها بعضهم فقال : قُتِلُوا مخفف، وكل ذلك «٦» صواب.
وقوله : وَيُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ عَرَّفَها لَهُمْ (٦) يعرفون منازلهم إذا دخلوها، حتى يكون أحدهم أعرف بمنزله فى الجنة منه بمنزله إذا رجع من الجمعة.
وقوله : فَتَعْساً لَهُمْ وَأَضَلَّ أَعْمالَهُمْ (٨) كأنه قال : فأتعسهم اللّه وأضل أعمالهم لأنّ الدعاء قد يجرى مجرى الأمر والنهى، ألا ترى أنّ أضل فعل، وأنها مردودة على التعس، وهو اسم لأن فيه معنى أتعسهم، وكذلك قوله :«حَتَّى إِذا أَثْخَنْتُمُوهُمْ فَشُدُّوا» مردودة [١٧٧/ ب ] على أمر مضمر ناصب لضرب «٧» الرقاب.

(١) قرأ الجمهور قاتلوا بفتح القاف والتاء بغير ألف، وقتادة والأعرج والأعمش وأبو عمرو وحفص :
قتلوا مبنيا للمفعول، والتاء خفيفة، وزيد بن ثابت والحسن وأبو رجاء وعيسى والجحدري أيضا كذلك (البحر المحيط ٨/ ٧٥).
وعن الحسن بفتح القاف وتشديد التاء بلا ألف (قتّلوا) الاتحاف ٣٩٣.
(٢) الزيادة من ب.
(٣) كذا فى ب وفى (ح) عن عطاء عن عبد الرحمن، وفى (ش) عن عطاء بن أبى عبد الرحمن.
(٤) لم يثبت فى ش :(قاتلوا).
(٥) فى ح، ش : والذين قتّلوا.
(٦) لم يثبت فى ح، ش : ذلك.
(٧) فى ش بضرب، تحريف. [.....]


الصفحة التالية
Icon