معاني القرآن، ج ٣، ص : ٥٩
و قوله : كَرِهُوا ما أَنْزَلَ اللَّهُ (٩) كرهوا القرآن وسخطوه.
وقوله : دَمَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلِلْكافِرِينَ أَمْثالُها (١٠) يقول : لأهل مكة أمثال ما أصاب قوم لوط وعاد وثمود «١» وعيد من اللّه.
وقوله : ذلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا (١١) يريد : ولىّ الذين آمنوا، وكذلك هى فى قراءة عبد اللّه «ذلك بأن اللّه ولىّ الذين آمنوا» وهى مثل التي «٢» فى المائدة فى قراءتنا :«إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ» «٣»، ومعناهما واحد، واللّه أعلم.
وقوله : وَالنَّارُ مَثْوىً لَهُمْ (١٢).
ترفع النار بالمثوى، ولو نصبت المثوى، ورفعت النار باللام التي فى (لهم) كان وجها.
وقوله : مِنْ قَرْيَتِكَ الَّتِي أَخْرَجَتْكَ (١٣).
يريد : التي أخرجك أهلها إلى المدينة، ولو كان من قريتك التي أخرجوك كان وجها، كما قال :
«فَجاءَها بَأْسُنا بَياتاً أَوْ هُمْ قائِلُونَ «٤»»، فقال :(قائلون)، وفى أول الكلمة :(فجاءها).
وقوله : فَلا ناصِرَ لَهُمْ (١٣).
جاء فى التفسير : فلم يكن لهم ناصر حين أهلكناهم، فهذا وجه، وقد يجوز إضمار كان، وإن كنت قد نصبت الناصر بالتبرية، ويكون : أهلكناهم فلا ناصر لهم الآن من عذاب اللّه.
وقوله : أَفَمَنْ كانَ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ كَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ وَاتَّبَعُوا أَهْواءَهُمْ (١٤) ولم يقل : واتبع هواه، وذلك أنّ من تكون فى معنى واحد وجميع، فردّت أهواؤهم على المعنى، ومثله :«وَ مِنَ الشَّياطِينِ مَنْ يَغُوصُونَ لَهُ» «٥»، وفى موضع آخر :«وَ مِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ» «٦»، وفى موضع آخر :«وَ مِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ» «٧».

(١) فى ب وعادا وثمودا.
(٢) فى (ا) وهى التي
(٣) لم يثبت في ح، ش :(ورسوله)، والآية فى سورة المائدة : ٥٥، وكرر فى قراءة عبد اللّه السابقة، ولم تثبت فى ب، ح، ش.
(٤) سورة الأعراف : ٤.
(٥) سورة الأنبياء الآية ٨٢.
(٦) سورة الأنعام الآية ٢٥.
(٧) سورة يونس الآية ٤٢.


الصفحة التالية
Icon