معاني القرآن، ج ٣، ص : ٦٠
و قوله : مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ (١٥).
[حدثنا أبو العباس قال : حدثنا محمد قال :] «١» حدثنا الفراء قال : أخبرنى حبّان بن على عن الكلبي عن أبى صالح عن ابن عباس قال :
مثل «٢» الجنة، أمثال الجنة، صفات الجنة. قال ابن عباس : وكذلك قرأها على بن أبى طالب : أمثال.
وقوله : مِنْ ماءٍ غَيْرِ آسِنٍ (١٥).
غير متغير، غير آجن.
وقوله : وَأَنْهارٌ مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ (١٥) لم يخرج من ضروع الإبل ولا الغنم برغوته.
وقوله «٣» : وَأَنْهارٌ مِنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ (١٥).
اللذة مخفوضة، وهى الخمر بعينها، وإن شئت جعلتها تابعة للأنهار، وأنهار لذة، وإن شئت نصبتها على يتلذذ بها لذة، كما تقول : هذا لك هبة وشبهه، ثم قال :«كَمَنْ هُوَ خالِدٌ» لم يقل :
أ من كان فى هذا كمن هو خالد فى النار؟ ولكنه فيه ذلك المعنى فبنى عليه.
وقوله : وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ (١٦).
يعنى خطبتك فى الجمعة [١٧٨/ ا] فلا يستمعون ولا يعون [حتى ] «٤» إذا انصرفوا، وخرج الناس قالوا للمسلمين : ماذا قال آنفا، يعنون النبي صلّى اللّه عليه استهزاء منهم.
قال اللّه عز وجل :«أُولئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللَّهُ عَلى قُلُوبِهِمْ» «٥».

(١) الزيادة من ح، ش.
(٢) جاء فى اللسان مادة مثل : قال ابن سيده : وقوله عز من قائل «مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ» قال الليث :
مثلها هو الخبر عنها وقال أبو اسحق : معناه صفة الجنة، وردّ ذلك أبو على قال : لأن المثل الصفة غير معروف في كلام العرب، إنما معناه التمثيل... وقال المبرد فى المقتضب فى قوله :«مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ» التقدير : فيما يتلى عليكم مثل الجنة ثم فيها وفيها : قال : ومن قال إن معناه صفة الجنة فقد أخطأ لأن (مثل) لا يوضع فى موضع صفة.
وانظر المقتضب ٣/ ٢٢٥.
(٣) سقط فى ب.
(٤) زيادة من ب، وش تستقيم بها العبارة.
(٥) سورة النحل ١٠٨ ومحمد ١٦.


الصفحة التالية
Icon