معاني القرآن، ج ٣، ص : ٦١
و قوله وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زادَهُمْ هُدىً (١٧).
زادهم «١» استهزاؤهم هدى، وآتاهم اللّه تقواهم، يقال : أثابهم ثواب تقواهم، ويقال : ألهمهم تقواهم، ويقال : آتاهم تقواهم من المنسوخ إذا نزل الناسخ.
وقوله : فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا السَّاعَةَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً فَقَدْ جاءَ أَشْراطُها (١٨).
(أن) مفتوحة فى القراءة كلها. حدثنا الفراء قال : وحدثنى أبو جعفر الرؤاسى قال : قلت لأبى عمرو بن العلاء : ما هذه الفاء التي فى قوله :«فَقَدْ جاءَ أَشْراطُها»؟ قال : جواب للجزاء.
قال : قلت : إنها (أن تأتيهم) مفتوحة؟ قال : فقال : معاذ اللّه إنما هى (إن تأتهم). قال الفراء :
فظننت أنه أخذها عن أهل مكة لأنه عليهم قرأ، وهى أيضا فى بعض مصاحف الكوفيين : تأتهم بسينة واحده «٢»، ولم يقرأ بها «٣» أحد منهم، وهو من المكرّر : هل ينظرون إلا الساعة، هل ينظرون إلا أن تأتيهم بغتة. والدليل على ذلك أن التي فى الزخرف فى قراءة عبد اللّه :«هل ينظرون إلّا أن تأتيهم الساعة» «٤» ومثله :«وَ لَوْ لا رِجالٌ مُؤْمِنُونَ وَنِساءٌ مُؤْمِناتٌ» «٥» لو لا أن تطئوهم فإن فى موضع رفع عند الفتح، وأن فى الزخرف - وهاهنا نصب «٦» مردودة على الساعة، والجزم جائز تجعل : هل ينظرون إلا الساعة مكتفيا، ثم تبتدئ : إن تأتهم، وتجيئها بالفاء على الجزاء، «٧» والجزم جائز «٨».
وقوله : فَأَنَّى لَهُمْ إِذا جاءَتْهُمْ ذِكْراهُمْ (١٨).
«ذكراهم» فى موضع رفع بلهم، والمعنى : فأنى «٩» لهم ذكراهم إذا جاءتهم الساعة؟ ومثله :
«يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرى » «١٠» أي : ليس ينفعه ذكره، ولا ندامته.
(٢) كذا فى جميع النسخ وقد تكون بسنة. [.....]
(٣) فى (ح) ولم يقرأها.
(٤) الزخرف الآية ٦٦.
(٥) سورة الفتح الآية ٢٥.
(٦) فى ب كتب فوق قوله هاهنا نصب : مردودة يعنى فى سورة محمد صلّى اللّه عليه.
(٧، ٨) ساقط فى ح، ش.
(٩) فى ش : فأين.
(١٠) سورة الفجر الآية ٢٣.