معاني القرآن، ج ٣، ص : ٦٢
و قوله : فَإِذا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ مُحْكَمَةٌ (٢٠).
وفى قراءة عبد اللّه : سورة محدثة. كان المسلمون إذا نزلت الآية فيها القتال. وذكره شق عليهم وتواقعوا أن تنسخ، فذلك قوله :«لَوْ لا نُزِّلَتْ سُورَةٌ «١»» (١٣) أي هلّا أنزلت سوى هذه، فإذا نزلت «٢» وقد أمروا فيها بالقتال كرهوها، قال اللّه :(فأولى لهم) لمن كرهها، ثم وصف قولهم قبل أن تنزّل : سمع وطاعة، قد يقولون : سمع وطاعة، فإذا نزل الأمر كرهوه «٣»، فلو صدقوا اللّه لكان خيرا لهم، فالطاعة مرفوعة فى كلام العرب إذا قيل لهم : افعلوا كذا وكذا، فثقل عليهم أو لم يثقل قالوا : سمع وطاعة.
[حدثنا أبو العباس قال : حدثنا محمد قال ] «٤» : حدثنا الفراء قال : أخبرنى حبان عن الكلبي عن أبى صالح عن ابن عباس قال :
قال اللّه عز وجل :(فأولى) ثم قال لهم للّذين آمنوا منهم طاعة وقول معروف، فصارت :
فأولى وعيدا لمن كرهها، واستأنف الطاعة بلهم، والأول عندنا كلام العرب، وقول الكلبي هذا غير مردود.
وقوله :[١٧٨/ ب ] فَهَلْ عَسَيْتُمْ (٢٢).
قرأها العوام بنصب السين «٥»، وقرأها نافع المدني : فهل عسيتم، بكسر السين «٦»، ولو كانت كذلك لقال : عسى [فى موضع عسى ]. «٧» ولعلها لغة نادرة، وربما اجترأت العرب على تغيير بعض اللغة إذا كان الفعل لا يناله قد. قالوا : لستم يريدون «٨» لستم، ثم يقولون : ليس وليسوا سواء، لأنه فعل لا يتصرف ليس له يفعل «٩» وكذلك «١٠» عسى ليس له يفعل «١١» فلعله اجترى عليه كما اجترى على لستم.

(١) فى جميع النسخ : لولا أنزلت، وهى فى المصحف، كما أثبتناها، ولم نعثر على قراءة فيها (أنزلت).
(٢) فى ش : فإذا أنزلت.
(٣) فى (ا) فإذا نزلت الأمر كرهوها، والتصويب من ب، ح، ش.
(٤) الزيادة من ش.
(٥) انظر الاتحاف ص ٣٩٤ وتفسير الطبري ح ٦ ص ٣٣.
(٦) وجّه أبو على الفارسي قراءة نافع : فهل عسيتم بكسر السين قال : لأنهم قد قالوا : هو عس بذلك، وما اعساه، وأعس به، فقوله : عس يقوى عسيتم، ألا ترى أن عس كحر وشج، وقد جاء فعل وفعل فى نحو : وترى الزند، وورى، فكذلك عسيتم وعسيتم. لسان العرب مادة عسى.
(٧) التكملة من ب، ح، ش. [.....]
(٨) فى (ا) تريدون.
(٩) لم يثبت فى ح، ش : ليس له يفعل.
(١٠، ١١) من ب، ح، ش.


الصفحة التالية
Icon