معاني القرآن، ج ٣، ص : ٦
و قوله : يُنادَوْنَ لَمَقْتُ اللَّهِ (١٠).
المعنى فيه : ينادون أنّ مقت اللّه إياكم أكبر من مقتكم أنفسكم يوم القيامة لأنهم مقتوا أنفسهم إذ تركوا الإيمان، ولكن اللام تكفى من أن تقول فى الكلام : ناديت أن زيدا قائم «١»، وناديت لزيد قائم، ومثله :«ثُمَّ بَدا لَهُمْ مِنْ بَعْدِ ما رَأَوُا الْآياتِ» «٢» الآية، اللام بمنزلة أنّ فى كل كلام ضارع «٣» القول مثل : ينادون، ويخبرون، وما أشبه ذلك «٤».
وقوله : يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلى مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ (١٥).
الروح فى هذا الموضع : النبوة لينذر من يلقى عليه الروح يوم التلاق. وإنما قيل «التلاق» لأنه يلتقى فيه أهل السماء وأهل الأرض.
وقوله : يَوْمَ هُمْ بارِزُونَ (١٦).
هم فى موضع رفع بفعلهم بعده، و[هو] «٥» مثل قولك : آتيك يوم أنت فارغ لى.
وقوله : الْآزِفَةِ (١٨).
وهى : القيامة.
وقوله : كاظِمِينَ (١٨).
نصبت على القطع من المعنى الذي يرجع من ذكرهم في القلوب والحناجر، والمعنى : إذ قلوبهم لدى حناجرهم كاظمين. وإن شئت جعلت قطعه من الهاء في قوله :«و أنذرهم»، والأول أجود فى العربية.
ولو كانت «كاظمون» مرفوعة على قولك : إذ القلوب لدى الحناجر إذ هم كاظمون، أو على الاستئناف كان صوابا.
وقوله : ما لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلا شَفِيعٍ يُطاعُ (١٨).

(١) فى ح : إن لزيدا قائم.
(٢) سورة يوسف آية : ٣٥.
(٣) في ح :«ضاع» خطأ.
(٤) في ح، ش : وأشباه ذلك.
(٥) زيادة فى ب، ح.


الصفحة التالية
Icon