معاني القرآن، ج ٣، ص : ٦٦
و قوله : وَكُنْتُمْ قَوْماً بُوراً (١٢).
[حدثنا محمد قال ] :«١» حدثنا الفراء قال : حدثنى حبان عن الكلبي عن أبى صالح عن ابن عباس قال : البور فى لغة أزد عمان : الفاسد، وكنتم قوما بورا، قوما فاسدين، والبور فى كلام العرب :
لا شىء «٢» يقال «٣» : أصبحت أعمالهم بورا، ومساكنهم قبورا.
وقوله عز وجل : سَيَقُولُ الْمُخَلَّفُونَ إِذَا انْطَلَقْتُمْ إِلى مَغانِمَ لِتَأْخُذُوها (١٥).
يعنى خيبر لأن اللّه فتحها على رسوله من فوره من الحديبية، فقالوا ذلك لرسول اللّه : ذرنا نتبعك، قال : نعم على ألّا يسهم لكم، فإن «٤» خرجتم على ذا فاخرجوا فقالوا للمسلمين : ما هذا لكم ما فعلتموه بنا إلا حسدا؟ قال المسلمون : كذلكم قال اللّه لنا من قبل أن تقولوا.
وقوله : يريدون أن يبدّلوا كلم اللّه (١٥).
قرأها يحيى (كلم) وحده، والقراء بعد (كَلامَ اللَّهِ) بألف «٥»، والكلام مصدر، والكلم جمع الكلمة والمعنى فى قوله :«يريدون أن يبدلوا كلم اللّه» «٦» : طمعوا أن يأذن لهم فيبدّل كلام اللّه، ثم قيل : إن كنتم إنما ترغبون فى الغزو والجهاد لا فى الغنائم، فستدعون غدا إلى أهل اليمامة إلى قوم أولى بأس شديد - بنى حنيفة أتباع مسيلمة - هذا من تفسير الكلبي.
وقوله : تُقاتِلُونَهُمْ أَوْ يُسْلِمُونَ (١٦).
وفى إحدى القراءتين : أو يسلموا. والمعنى : تقاتلونهم أبدا حتى يسلموا، وإلّا أن يسلموا تقاتلونهم، أو يكون [١٧٩/ ب ] منهم الإسلام.
وقوله : لَيْسَ عَلَى الْأَعْمى حَرَجٌ (١٧) فى ترك الغزو إلى آخر الآية.

(١) ما بين الحاصرتين زيادة فى ب.
(٢) جاء فى اللسان : بور : قال الفراء فى قوله :«وَ كُنْتُمْ قَوْماً بُوراً» قال : البور مصدر يكون واحدا وجمعا، يقال : أصبحت منازلهم بورا، أي : لا شىء فيها، وكذلك أعمال الكفار تبطل.
(٣) سقط فى ش.
(٤) في ح، ش قال، تحريف. [.....]
(٥) اختلف فى مد «كلام اللّه» فحمزة والكسائي وخلف بكسر اللام بلا ألف جمع كلمة اسم جنس، وافقهم الأعمش، والباقون بفتح اللام وألف بعدها على جعله اسما للجملة. الاتحاف : ٣٩٦ وانظر البحر المحيط : ٨/ ٩٤ والمصاحف : ٧١.
(٦) فى ش : كلام اللّه.


الصفحة التالية
Icon