معاني القرآن، ج ٣، ص : ٧٢
و قوله : فَقاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي (٩) التي لا تقبل الصلح، فأصلح النبي صلّى اللّه عليه بينهم «١».
وقوله : لا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ (١١).
نزلت فى أن ثابت بن قيس الأنصاري كان ثقيل السمع، فكان يدنو من النبي صلّى اللّه عليه ليسمع حديثه، فجاء بعد ما قضى ركعة من الفجر، وقد أخذ الناس أماكنهم من رسول اللّه فجعل «٢» يتخطى ويقول : تفسحوا حتى انتهى إلى رجل دون النبي صلّى اللّه عليه، فقال : تفسح، فقال له الرجل : قد أصبت مكانا فاقعد، فلما أسفر قال : من الرجل؟ قال : فلان بن فلان، قال :
أنت «٣» ابن هنة لأمّ له، قد كان يعير بها فشق على الرجل، فأنزل اللّه عز وجل :«لا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسى أَنْ يَكُونُوا خَيْراً مِنْهُمْ) وهى فى قراءة عبد اللّه فيما أعلم : عسوا أن يكونوا خيرا منهم «٤»، ولا نساء من نساء عسين أن يكنّ خيرا منهن.
ونزل أيضا فى هذه القصة :[١٨١/ ا] «يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْناكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثى وَجَعَلْناكُمْ شُعُوباً» (١٢) والشعوب أكبر من القبائل، والقبائل أكبر من الأفخاذ (لتعارفوا) : ليعرف بعضكم بعضا فى النسب (إنّ أكرمكم) مكسورة لم يقع عليها التعارف، وهى قراءة «٥» عبد اللّه :
لتعارفوا بينكم، وخيركم عند اللّه أتقاكم فقال «٦» ثابت : واللّه لا أفاخر رجلا فى حسبه أبدا.
وقوله : وَلا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ (١١).
لا يعب بعضكم بعضا، ولا تنابزوا بالألقاب : كان الرجل يقول للرجل من اليهود وقد أسلم :
يا يهودى! فنهوا عن ذلك وقال فيه :«بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمانِ» ومن فتح : أن
(٣) فى ب آنت.
(٥) فى ب، ش : وهى فى قراءة. [.....]
(٦) فى ش : قال.