معاني القرآن، ج ٣، ص : ٧٣
أكرمكم فكأنه قال : لتعارفوا أن الكريم المتقى «١»، ولو كان «٢» كذلك لكانت : لتعرفوا أن أكرمكم، وجاز : لتعارفوا ليعرّف بعضكم بعضا أن أكرمكم عند اللّه أتقاكم.
وقوله : وَلا تَجَسَّسُوا (١٢).
القراء مجتمعون على الجيم نزلت خاصة «٣» فى «٤» سلمان، وكانوا نالوا منه «٥».
وقوله : فَكَرِهْتُمُوهُ (١٢).
قال لهم النبي صلّى اللّه عليه : أكان أحدكم آكلا لحم أخيه بعد موته؟ قالوا : لا! قال.
فإن الغيبة أكل لحمه، وهو أن تقول ما فيه، وإذا قلت ما ليس فيه فهو البهت «٦» ليست بغيبة «٧» فكرهتموه أي فقد كرهتموه «٨»، فلا تفعلوه.
ومن قرأ : فكرّهتموه «٩» يقول : قد «١٠» بغّض إليكم «١١» والمعنى واللّه أعلم - واحد، وهو بمنزلة قولك : مات الرجل وأميت.
وقوله : قالَتِ الْأَعْرابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنا (١٤).
فهذه نزلت فى أعاريب بنى أسد قدموا على «١٢» النبي صلّى اللّه عليه المدينة بعيالاتهم طمعا فى الصدقة، فجعلوا يروحون ويغدون، ويقولون : أعطنا فإنا أتيناك بالعيال والأثقال، وجاءتك العرب على ظهور رواحلها
فأنزل اللّه جل وعز «يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا» (١٧) (وأن) فى موضع نصب لأنها فى قراءة عبد اللّه : يمنون عليك إسلامهم، ولو جعلت : يمنّون عليك لأن أسلموا، فإذا ألقيت اللام كان نصبا مخالفا للنصب الأول.

(١) فى ش : التقوى، تحريف.
(٢) فى ش : كانت.
(٣) فى ح، ش : نزلت أيضا خاصة.
(٤، ٥) زيادة من ب.
(٦) البهت والبهيتة : الكذب.
(٧، ٨) ساقط فى ح.
(٩) فى ش : كرهتموه.
(١٠) فى ش : فقد.
(١١) فكرهتموه، قراءة أبى سعيد الخدري، وأبى حيرة، وقد رواها الخدري عن النبي صلى اللّه عليه وسلم.
(البحر المحيط ٨/ ١١٥).
(١٢) فى ش إلى.


الصفحة التالية
Icon