معاني القرآن، ج ٣، ص : ٧٧
و قوله : أَفَعَيِينا بِالْخَلْقِ الْأَوَّلِ (١٥).
يقول : كيف نعيا عندهم بالبعث ولم نعى بخلقهم أولا؟ ثم قال :«بَلْ هُمْ فِي لَبْسٍ مِنْ خَلْقٍ جَدِيدٍ»، أي هم فى ضلال وشك.
وقوله : وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ وَنَعْلَمُ ما تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ (١٦).
الهاء لما، وقد يكون ما توسوس أن تجعل الهاء للرجل الذي توسوس به - تريد - توسوس إليه وتحدثه.
وقوله : عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمالِ قَعِيدٌ (١٧).
يقال «١» : قعيد، «٢» ولم يقل : قعيدان «٣». حدثنا الفراء قال : وحدثنى حبان بن على عن الكلبي عن أبى صالح عن ابن عباس قال : قعيد عن اليمين وعن الشمال يريد - قعود، فجعل القعيد جمعا، كما تجعل الرسول للقوم والاثنين «٤». قال اللّه تعالى : ِنَّا رَسُولُ رَبِّ الْعالَمِينَ»
«٥» لموسى وأخيه، وقال الشاعر :
ألكنى إليها، وخير الرسو ل أعلمهم بنواحي الخبر «٦»
فجعل الرسول للجمع، فهذا وجه، وإن شئت جعلت القعيد واحدا اكتفى به من صاحبه، كما قال الشاعر :
نحن بما عندنا، وأنت بما عندك راض، والرأى مختلف «٧»
و مثله قول الفرزدق :
إنّى ضمنت لمن أتانى ما جنى وأبى، «٨» وكان وكنت غير غدور «٩»

(١) سقط فى ش.
(٢، ٣) ساقط فى ب، ح، ش. وجاءت العبارة بعد الآية مباشرة فى ش هكذا : ولم يقل قعيدون. [.....]
(٤) فى ش : للاثنين، تحريف وفى ب وللاثنين.
(٥) سورة الشعراء الآية ١٦.
(٦) انظر معانى القرآن ٢/ ١٨٠، وتفسير القرطبي ١٧/ ١٠ واللسان (رسل).
(٧) انظر معانى القرآن ٢/ ٣٦٣، وإعراب القرآن ٢/ ٦١١، وتفسير الطبري ١٧/ ١٠.
(٨) سقط فى ش.
(٩) فى ب، ش غدوّر، ولم يقل غدورين. وانظر معانى القرآن ٢/ ٣٦٣ ونسب في كتاب سيبويه إلى الفرزدق ١/ ٣٨.


الصفحة التالية
Icon