معاني القرآن، ج ٣، ص : ٧٨
و لم يقل : غدورين.
وقوله. وَجاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ (١٩) وفى قراءة عبد اللّه : سكرة الحق بالموت «١»، فإن شئت أردت (بالحق) أنه اللّه عز وجل، وإن شئت جعلت السكرة هى الموت، أضفتها إلى نفسها كأنك قلت : جاءت السكرة الحقّ بالموت، وقوله :«سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ» يقول : بالحق الذي قد كان غير متبين لهم من أمر «٢» الآخرة، ويكون الحق هو الموت، أي جاءت سكرة الموت بحقيقة الموت.
وقوله : فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ (٢٢).
يقول : قد كنت تكذب، فأنت اليوم عالم نافذ البصر، والبصر هاهنا : هو العلم ليس بالعين.
[١٨٢/ ا] وقوله : أَلْقِيا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ (٢٤).
العرب تأمر الواحد والقوم بما يؤمر به الاثنان، فيقولون للرجل : قوما عنا، وسمعت بعضهم :
ويحك! ارحلاها وازجراها «٣»، وأنشدنى بعضهم :
فقلت لصاحبى لا تحبسانا «٤» بنزع أصوله، واجتزّ «٥» شيحا «٦»
قال : ويروى : واجدزّ «٧» يريد : واجتز، قال : وأنشدنى أبو ثروان :
و إن تزجرانى يا ابن عفان أنزجر وإن تدعانى أحم عرضا ممنّعا «٨»
و نرى أن ذلك منهم أن الرجل أدنى أعوانه فى إبله وغنمه اثنان، وكذلك الرّفقة، أدنى ما يكونون «٩» ثلاثة، فجرى كلام الواحد على «١٠» صاحبيه، ألا ترى الشعراء أكثر شىء قيلا :
يا صاحبىّ، يا خليلى، فقال امرؤ القيس :
(٢) سقط فى ح.
(٣) أوردها القرطبي فى تفسيره : ويلك ارحلاها وازجراها. (تفسير القرطبي ١٧/ ١٦).
(٤) ش : لا تحسبانا.
(٥) فى ح : واحتز.
(٦) فى ا، ش : شيخا.
(٧) وهى كذلك فى ش.
(٨) يروى : فإن. انظر تفسير القرطبي ١٧/ ١٦، والمخصص ٢ : ٥ [.....]
(٩) فى ب : ما يكون.
(١٠) فى ش : عن، تحريف.