معاني القرآن، ج ٣، ص : ٧٩
خليلىّ، مرّا بي على أم جندب نقضّى لبانات الفؤاد المعذب «١»
ثم قال :
أ لم تر أنى كلما جئت طارقا وجدت بها طيبا وإن لم تطيب
فقال : ألم تر، فرجع إلى الواحد، وأول كلامه اثنان، قال : وأنشدنى آخر :
خليلىّ قوما فى عطالة فانظرا أنارا «٢» ترى من نحو بابين «٣» أو برقا
و بعضهم : أنارا نرى.
وقوله : ما أَطْغَيْتُهُ يقوله «٤» الملك الذي كان يكتب السيئات للكافر، وذلك أن الكافر قال : كان يعجلنى عن التوبة، فقال : ما أطغيته «٥» يا رب، ولكن كان ضالا. قال اللّه تبارك وتعالى :
«ما يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ» (٢٩). أي : ما يكذب عندى لعلمة عز وجل بغيب ذلك.
وقوله : هذا ما تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ (٣٢) مَنْ خَشِيَ (٣٣).
إن شئت جعلت (من) خفضا تابعة لقوله :(لكلّ)، وإن شئت استأنفتها فكانت رفعا يراد بها الجزاء. من خشى الرحمن بالغيب قيل له : ادخل الجنة، و(ادخلوها) جواب للجزاء أضمرت «٦» قبله القول وجعلته فعلا للجميع لأن من تكون فى مذهب الجميع.
وقوله : فَنَقَّبُوا فِي الْبِلادِ (٣٦).
قراءة القراء يقول : خرّقوا البلاد فساروا فيها، فهل كان لهم من الموت «٧» من محيص؟
أضمرت كان هاهنا كما قال :«وَ كَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ هِيَ أَشَدُّ قُوَّةً مِنْ قَرْيَتِكَ الَّتِي أَخْرَجَتْكَ أَهْلَكْناهُمْ فَلا ناصِرَ لَهُمْ» «٨»، والمعنى : فلم يكن لهم ناصر عند إهلاكهم «٩». ومن قرأ :(فنقّبوا)

(١) انظر الخزانة ٣/ ٢٨٤.
(٢) فى (ا) أثرا، تحريف.
(٣) فى ب : أم ورواية اللسان من ذى أبانين وجاء باللسان : قال الأزهرى : ورأيت بالسودة من ديارات بنى سعد جبلا منيفا يقال له : عطالة، وهو الذي قال فيه القائل، وأورد البيت.
(٤) فى ا، ب يقول.
(٥) فى ش : ما اصطفيته، تحريف.
(٦) فى ش : ضمرت، تحريف.
(٧) سقط فى ح، ش : من الموت.
(٨) سورة محمد الآية : ١٣.
(٩) فى ش : هلاكهم.


الصفحة التالية
Icon