معاني القرآن، ج ٣، ص : ٨٠
فى البلاد، فكسر القاف «١» فإنه كالوعيد. أي : اذهبوا فى البلاد فجيئوا واذهبوا.
وقوله : إِنَّ فِي ذلِكَ لَذِكْرى لِمَنْ كانَ لَهُ قَلْبٌ (٣٧).
يقول : لمن كان له عقل «٢»، وهذا «٣» جائز فى العربية أن تقول : مالك قلب «٤» وما قلبك معك، وأين ذهب قلبك؟ تريد العقل لكل ذلك.
وقوله : أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ (٣٧).
يقول : أو ألقى سمعه إلى كتاب اللّه وهو شهيد، أي شاهد ليس بغائب.
وقوله : وَما مَسَّنا مِنْ لُغُوبٍ (٣٧).
يقول : من إعياء، وذلك أن يهود أهل المدينة قالوا : ابتدأ خلق السموات والأرض يوم لأحد، وفرغ يوم الجمعة، فاستراح يوم السبت «٥»، فأنزل اللّه :«وَ ما مَسَّنا مِنْ لُغُوبٍ» إكذابا لقولهم «٦»، وقرأها أبو عبد الرحمن السلمى : من «٧» لغوب «٨» بفتح اللام وهى شاذة.
و قوله : وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَأَدْبارَ السُّجُودِ (٤٠).
وإدبار. من قرأ : وأدبار جمعه «٩» على دبر وأدبار، وهما الركعتان بعد المغرب، جاء ذلك عن على ابن أبى طالب أنه قال، [١٨٢/ ب ] وأدبار السجود : الركعتان بعد المغرب، (وإدبار النّجوم) «١٠».
الركعتان (قبل الفجر) وكان عاصم يفتح هذه التي فى قاف، وبكسر التي فى الطور، وتكسران جميعا، وتنصبان جميعا جائزان «١١».

(١) هى قراء يحيى بن يعمر. (تفسير الطبري ح ٢٦/ ٩٩).
وهى أيضا قراءة ابن عباس، وأبى العالية، ونصر بن سيار، وأبى حيوة، والأصمعى عن أبى عمرو (تفسير البحر المحيط ٨/ ١٢٩).
(٢) فى ش : قلب.
(٣، ٤) سقط فى ح، ش. [.....]
(٥) سقط فى ب، ح، ش : يوم السبت.
(٦) فى ب، ح، ش : لهم.
(٧) فى ش : السلمى لغوب.
(٨) وهى قراءة على، وطلحة، ويعقوب (البحر المحيط ٨/ ١٢٩)، وانظر (المحتسب ٢/ ٢٨٥).
(٩) أي جمعه على أنه دبر وأدبار.
(١٠) سورة الطور الآية ٤٩.
(١١) اختلف القراء فى قراءة قوله :«و إدبار السجود»، فقرأته عامة قراء الحجاز والكوفة سوى عاصم والكسائي :
و إدبار السجود بكسر الألف، وقرأه عاصم، والكسائي، وأبو عمرو : وأدبار بفتح الألف. (وانظر الاتحاف :
٣٩٧).


الصفحة التالية
Icon