معاني القرآن، ج ٣، ص : ٩
«كَذلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ» «١»، فهذا شاهد لمن أضاف، والمعنى فى تقدم القلب وتأخره واحد واللّه أعلم.
قال : سمعت بعض العرب يرجّل شعره يوم كل جمعة، يريد : كل يوم جمعة، والمعنى واحد.
وقوله : لَعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبابَ (٣٦) (أَسْبابَ السَّماواتِ) «٢» فَأَطَّلِعَ (٣٧).
بالرفع، يردّه على قوله :«أبلغ». ومن جعله جوابا للعلّى نصبه، وقد قرأ به «٣» بعض القراء «٤» قال : وأنشدنى بعض العرب :
علّ صروف الدّهر أو دولاتها يدللنا «٥» اللّمّة من لمّاتها
فتستريح النفس من زفراتها «٦» فنصب على الجواب بلعلّ.
وقوله : النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْها (٤٦).
رفعت (النار) بما عاد من ذكرها في عليها، ولو رفعتها بما رفعت به سُوءُ الْعَذابِ (٤٥) كان صوابا، ولو نصبت على أنها وقعت [١٦٤/ ١] بين راجع [من ] «٧» ذكرها، وبين كلام يتصل بما قبلها كان صوابا، ومثله :«قُلْ أَفَأُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذلِكُمُ النَّارُ وَعَدَهَا» «٨».
وقوله : غُدُوًّا وَعَشِيًّا (٤٦).
ليس فى الآخرة غدو ولا عشى، ولكنه مقادير عشيات الدنيا وغدوها.
وقوله :«٩» [وَ] يَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ (٤٦).

(١) انظر البحر المحيط ٧/ ٣٧٨، وفى المصاحف للسجستانى قراءة عبد اللّه :«يطبع اللّه على كل قلب متكبر جبار» (المصاحف : ٧٠)
(٢) ما بين قوسين سقط فى ب، ح، ش.
(٣، ٩) سقط فى ب.
(٤) قرأ حفص «فأطلع» بنصب العين بتقدير «أن» بعد الأمر فى «ابن لى»، وقيل : فى جواب الترجّى فى لعلى حملا على التمني على مذهب الكوفيين.
(٥) ورد هذا الشاهد فى شرح شواهد المغني ص ١٥٥ طبعة المطبعة البهية بمصر هكذا :
لعل صروف الدهر أو دولاتها يدلننا اللمة من لماتها
و اللام فى لعل زيادة من الناسخ وفى لسان العرب مادة «علل»
على صروف الدهر أو دولاتها يدلننا اللمة من لماتها
و فى مادة «لمم» من اللسان : تديلنا اللمة من لماتها [إدارة التراث ] [.....]
(٦) انظر شرح شواهد المغني ١/ ٤٥٤، وقد جاء فيه : أنشده الفراء ولم يعزه إلى أحد، وعلّ : أصله لعلّ.
(٧) سقط فى ب، ش.
(٨) سورة الحج الآية : ٧٢.


الصفحة التالية
Icon