معاني القرآن، ج ٣، ص : ٩٢
قال حدثنا محمد بن الجهم قال : حدثنا الفراء قال : حدثنى قيس والمفضل الضبي عن الأعمش عن إبراهيم، فأما المفضّل فقال عن علقمة عن عبد اللّه، وقال قيس عن رجل عن عبد اللّه قال : قرأ رجل على عبد اللّه «و الّذين آمنوا واتّبعهم ذرّيّاتهم بإيمان ألحقنا بهم ذرّيّاتهم». قال : فجعل عبد اللّه يقرؤها بالتوحيد. قال : حتى ردّدها «١» عليه نحوا من عشرين مرة لا يقول ليس كما يقول «٢» وقرأها الحسن : كلتيهما بالجمع، وقرأ بعض أهل الحجاز، الأولى بالتوحيد، والثانية بالجمع «٣»، ومعنى قوله :(اتّبعتهم ذريتهم) يقال : إذا دخل أهل الجنة «٤» الجنة فإن كان الوالد أرفع درجة «٥» من ابنه رفع ابنه إليه، وإن كان الولد أرفع رفع والده إليه «٦» :
[٥٧/ ا] وقوله عز وجل : وَما أَلَتْناهُمْ (٢١) :
الألت : النقص، وفيه لغة أخرى :(وما لتناهم «٧» من عملهم من شى ء)، وكذلك هى فى قراءة عبد اللّه، وأبى بن كعب قال الشاعر :
أبلغ بنى ثعل عنّى مغلغلة جهد الرسالة لا ألتا ولا كذبا «٨»
يقول : لا نقصان، ولا زيادة، وقال الآخر :
و ليلة ذات ندى سريت ولم يلتنى عن سراها ليت «٩»

(١) فى ش : ردّها.
(٢) فى ش : تقول، ويبدو أن (لا) مزيدة تحريفا، أو أن فى العبارة سقطا، والأصل : لا يزال يقول.
(٣) قرأ عامة قراء المدينة : واتبعتهم ذريتهم على التوحيد بإيمان ألحقنا بهم ذرياتهم على الجمع، وقرأته قراء الكوفة.
واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم كلتيهما (على التوحيد). وقرأ بعض قراء البصرة، وهو أبو عمرو : وأتبعنا ذرياتهم بإيمان ألحقنا بهم ذرياتهم (انظر الاتحاف ٤٠٠ والطبري ٢٧/ ١٥).
(٤) سقط فى ح.
(٥) فى ش : من درجة، تحريف.
(٦) فى ح، ش إليه أبوه.
(٧) اختلف فى «ألتناهم» فابن كثير بكسر اللام، من ألت يألت كعلم يعلم، وافقه ابن محيصن. وروى ابن شنبوذ إسقاط الهمزة، واللفظ بلام مكسورة كبعناهم، يقال لأنه يليته كباعه يبيعه (الإتحاف ٤٠٠، ٤٠١)
(٨) نسبه فى المحتسب للحطيئة، وروايته فى الشطر الأول :
أبلغ لديك بنى سعد مغلغة ويروى : سراة مكان لديك، ومغلغلة : رسالة تغلغل حتى تصل إليهم انظر الديوان : ١٣٥ والمحتسب ٢/ ٢٩٠
(٩) نسبة فى المحتسب لرؤبة، ولم نعثر عليه فى ديوانه ولا ديوان العجاج، (وانظر المحتسب ٢/ ٢٩١)


الصفحة التالية
Icon