معاني القرآن، ج ٣، ص : ٩٥
جواب لقوله :«وَ النَّجْمِ إِذا هَوى ».
وقوله عز وجل : وَما يَنْطِقُ عَنِ الْهَوى (٣).
يقول : ما يقول هذا القرآن برأيه إنّما هو وحي، وذلك : أن قريشا قالوا : إنما يقول القرآن من تلقائه، فنزل تكذيبهم.
وقوله عز وجل : عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوى (٥).
أراد جبريل - صلى اللّه عليه - «ذو مرّة» (٦) من نعت شديد «١» القوى.
وقوله عز وجل : فَاسْتَوى (٦) استوى هو «٢» وجبريل بالأفق الأعلى لمّا أسرى به، وهو مطلع الشمس الأعلى، فأضمر الاسم فى - استوى، وردّ عليه هو، وأكثر كلام العرب أن يقولوا : استوى هو وأبوه - ولا يكادون يقولون :- استوى وأبوه، وهو جائز، لأن فى الفعل مضمرا : أنشدنى بعضهم :
أ لم تر أن النّبع يخلق عوده ولا يستوى والخروع المتقصّف «٣»
[٥٨/ ب ] وقال اللّه تبارك وتعالى - وهو أصدق قيلا - «أَ إِذا كُنَّا تُراباً وَآباؤُنا» «٤» فردّ الآباء على المضمر فى «كنا» إلّا أنّه حسن لما حيل بينهما بالتّراب. والكلام : أئذا كنّا ترابا نحن وآباؤنا.
وقوله عز وجل : ثُمَّ دَنا (٨).
يعنى : جبريل صلّى اللّه عليه، دنا من محمد صلّى اللّه عليه حتّى كان قاب قوسين عربيّتين أو أدنى : فَأَوْحى
(١٠) يعنى : جبريل عليه السلام «إِلى عَبْدِهِ»
:(١٠) إلى محمد صلّى اللّه عليه عبد اللّه :«ما أَوْحى »
(١٠).
وقوله تبارك وتعالى فَتَدَلَّى (٨) كأن المعنى : ثم تدلّى فدنا، ولكنه جائز إذا كان معنى الفعلين واحدا أو كالواحد قدمت أيهما شئت، فقلت : قد دنا فقرب، وقرب فدنا وشتمنى فأساء، وأساء فشتمنى، وقال الباطل لأن الشتم، والإساءة شىء واحد.
(٢) فى ش : وهو جبريل.
(٣) يخلق : يملس. والمتقصف : المتكسر وفى أساس البلاغة (قصف)، وتفسير القرطبي : ١٧ : ٨٥ : يصلب مكان يخلق
(٤) سورة النمل الآية : ٦٧. [.....]