وقوله تعالى (إليه يصعد الكلِم الطيب والعمل الصالح يرفعه) : ما المقصود؟ تحتمل خياران الأول: العملَ الصالح والثاني العملُ الصالح. فلماذا اختار العملُ الصالح يرفعه؟ ولم يقل العملَ الصالح؟ نفهم الآية أولاً قوله تعالى (والعملُ الصالح يرفعه) جملة إسمية من الذي يرفع؟ هو مرفوع يرفعه الله تعالى؟ هل هو يرفع الكلم الطيب إلى الله تعالى؟ يحتمل المعنيين في هذا التعبير ويكون لدينا معنيين مقبولين: العمل الصالح هو الذي يرفع الكلم الطيب عند الله صاعداً إليه والله تعالى هو الذي يرفع العمل الصالح. ولو قال تعالى (والعملَ الصالح يرفعه) لا يمكن إلا أن يكون لها معنى واحداً هو أن الله تعالى يرفع العملَ الصالح) ولتحدد المعنى وهذا هو العدول من النصب إلى الرفع وهو عدول بياني لكسب معنيين وليس مصادفة أو اعتباطاً.
*... من مواطن التوسع في المعنى أيضاً الحذف:
الحذف يؤدي إلى إطلاق معنى المعنى وتوسعه وهو قسمان: قسم لا يؤدي إلى توسع في المعنى ولا إلى إطلاق لأن المحذوف يتعين فيتقدّر ذلك المحذوف (ماذا أنزل ربكم قالوا خيرا) المحذوف أنزل وكذلك قوله تعالى (والحافظين فروجهم والحافظات) المحذوف كلمة فروجهن، وقوله تعالى (والذاكرين الله كثيراً والذاكرات) وقوله تعالى (ولئن سألتهم من خلق السموات والأرض ليقولن الله) هذا الحذف هنا ليس فيه توسع ولا إطلاق في المعنى لأن المحذوف محدد ومعيّن.


الصفحة التالية
Icon