ونظير ذلك قوله تعالى (أنسجد لما تأمرنا) تحتمل معنى أنسجد لما تأمرنا به وأنسجد لكل ما تأمرنا به ولأمرك، فالحذف هنا أطلق المعنى ووسّعه. ومثال ذلك أيضاً قوله تعالى في سورة الضحى (ألم يجدك يتيماً فآوى) احتملت المعاني آواك وآوى بك خلقاً كثيراً وآوى لك ولأجلك من آوى.
مثال آخر من الحذف وقد يكون الحذف للتوسع في المعنى يعطي أكثر من احتمالين كما في قوله تعالى (ألم يؤخذ عليهم ميثاق الكتاب أن لا يقولوا على الله إلا الحق) هذه الآية غريبة في التوسع فيها لأن احتمالات الحذف فيه متعددة، محتمل أن يكون المحذوف حرف الباء (بأن يقولوا على الله) بمعنى ألم يؤخذ عليهم ميثاق الكتاب بهذا الأمر وهذا حذف قياسي. ومحتمل أن يكون المحذوف حرف في (ألم يؤخذ عليهم ميثاق الكتاب في أن يقولوا على الله) ومحتمل أن يكون المحذوف حرف على (ألم يؤخذ عليهم ميثاق الكتاب على أن لا يقولوا على الله) وهذا من باب التوافق والتعاهد سيكون أشدّ توافقنا وتعاهدنا على هذا فأصبح اشتراطاً عليه، ومحتمل أن يكون المحذوف حرف اللام (لئلا يقولوا على الله) وهنا للتعليل فيمكن أن تكون كل هذه المعاني مرادة وكلها مرادة لأنه لو أراد سبحانه معنى منها لذكر أي حرف وحدد المعنى.


الصفحة التالية
Icon