في سورة الأحزاب (إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً ﴿٧٢﴾ لِيُعَذِّبَ اللَّهُ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ وَيَتُوبَ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً ﴿٧٣﴾ ) ذكرت اللام مع فعل (ليُعذّب) وحذفت مع فعل (ويتوب) وقد قدّم تعالى عذاب المنافقين وأخّر التوبة للمؤمنين لأن سياق الآيات كان في المنافقين، أما في الآية (مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً ﴿٢٣﴾ لِيَجْزِيَ اللَّهُ الصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ إِن شَاء أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُوراً رَّحِيماً ﴿٢٤﴾ ) ذكرت اللام مع فعل (ليجزي) وحذفت مع فعل (يعذّب) وهنا بدأ بالمؤمنين أولاً وذكر معهم اللام ثم ذكر المنافقين بدون لام بمعنى أنه قدّم جزاء المؤمنين وأخّر عذاب المنافقين، ولم يذكر المشيئة في الآية الأولى وذكرها في الآية الثانية وذكر احتمال التوبة في الثانية ولم تذكر في الأولى، وفي آخر السورة ذكر المنافقين والمنافقات والمشركين والمشركات أما في الآية الثانية لم يذكر فيها إلا المؤمنين والمنافقين ولم يلحق معهم المنافقات والمؤمنات. وفي الآية الأولى لم يؤكّد المغفرة (وكان الله غفوراً رحيما) بينما أكدها في الثانية (إن الله كان غفوراً رحيما) والسبب في ذلك الأصل الأول في سياق الآيات والسياق هو أكبر وأهم القرائن.