تفسير الوسيط (الزحيلي)، ج ١، ص : ١٠
توضع في أول سورة التّوبة (براءة) بأمر الوحي لأن هذه السورة نزلت في الحرب والجهاد والبراءة من المشركين بعد غزوة تبوك.
ثم يقرأ المصلّي الفاتحة،
عن أبي ميسرة عن علي بن أبي طالب : أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم كان إذا سمع مناديا يناديه : يا محمد، فإذا سمع الصوت انطلق هاربا، فقال له ورقة بن نوفل : إذا سمعت النداء فاثبت حتى تسمع ما يقول لك، قال : فلما برز سمع النداء :
يا محمد، فقال : لبيك، قال : قل : أشهد أن لا إله إلا اللّه وأشهد أن محمدا رسول اللّه، ثم قال : قل : الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ «١» الْعالَمِينَ، الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ، مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ «٢»، إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ، اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ «٣» صِراطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ «٤»».
نزلت فاتحة الكتاب بمكة من كنز تحت العرش، فهي سورة مكّية بالإجماع، لعظم مكانتها وعلوّ شرفها، من بين سور القرآن،
قال الرسول صلّى اللّه عليه وسلم لأبي بن كعب، رضي اللّه عنه، بعد أن قرأ أمّ القرآن :
«و الذي نفسي بيده ما أنزل اللّه في التوراة ولا في الإنجيل ولا في الزبور ولا في القرآن مثلها، إنها لهي السّبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيته».
وكان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم لا يصلّي إلا بفاتحة الكتاب.
وسميت (الفاتحة) لأنها أول ما يفتتح بها كتابة القرآن الكريم في المصاحف، وبها تفتتح القراءة في جميع الصلوات، ولها أربعة عشر اسما منها : أم الكتاب، وأساس القرآن، وسورة الحمد، والسّبع المثاني، أي تثنى وتعاد كل ركعة.
(٢) يوم الجزاء والحساب.
(٣) وفقنا للثبات على الطريق القويم.
(٤) المنحرفون عن طريق الاستقامة من أتباع الملل الأخرى.