تفسير الوسيط (الزحيلي)، ج ١، ص : ١٣
قال اللّه تعالى مبيّنا منزلة القرآن السامية وأنه الكتاب الكامل، وواصفا هؤلاء المؤمنين :
[سورة البقرة (٢) : الآيات ١ الى ٥]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
الم (١) ذلِكَ الْكِتابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدىً لِلْمُتَّقِينَ (٢) الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ (٣) وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِما أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَما أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ (٤)أُولئِكَ عَلى هُدىً مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (٥)
«١» «٢» «٣» [البقرة : ٢/ ١- ٥].
ثم ذكر اللّه صفات الكافرين كأبي جهل وأبي لهب ونحوهما ممن جاهر بتكذيب القرآن، فاستوى عندهم الإنذار وعدمه، إذ لا ينتفعون به، فقلوبهم مغلقة لا يصل إليها النور الإلهي المتمثل في آيات القرآن، ويحجبون أسماعهم وأبصارهم عن هذه الآيات ويتعامون عنها، فأولئك لهم عذاب عظيم شديد خاص بهم، وكان العيب فيهم وفي أطباعهم لا في القرآن، لذا ختم اللّه على قلوبهم وأسماعهم وأبصارهم بكفرهم وعنادهم، قال اللّه تعالى مبينا صفات هؤلاء الكافرين :
[سورة البقرة (٢) : الآيات ٦ الى ٧]
إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَواءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لا يُؤْمِنُونَ (٦) خَتَمَ اللَّهُ عَلى قُلُوبِهِمْ وَعَلى سَمْعِهِمْ وَعَلى أَبْصارِهِمْ غِشاوَةٌ وَلَهُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ (٧)
«٤» «٥» [البقرة : ٢/ ٦- ٧].
إن البصير العاقل هو الذي يتأمل في مستقبله وفي الحق الذي ينفعه، وينفر من الباطل والضلال، ويوازن بين صفات المؤمنين البنّاءة التي هي إيمان بالغيب وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وإيمان باليوم الآخر، وصفات الكفار الهدامة التي هي دمار وخراب، وابتعاد عن هداية اللّه الحقّة، وانكباب في نار جهنم، والمؤمن هو المواطن الصالح الأمين، والكافر هو العدو الخائن لنفسه وأمته ومجتمعة.
(١) القرآن العظيم.
(٢) لا شك في أنه من عند اللّه.
(٣) الذين امتثلوا الأوامر وأدّوا الفرائض وتجنّبوا المعاصي
(٤) طبع اللّه تعالى عليها.
(٥) غطاء وستر.
(٢) لا شك في أنه من عند اللّه.
(٣) الذين امتثلوا الأوامر وأدّوا الفرائض وتجنّبوا المعاصي
(٤) طبع اللّه تعالى عليها.
(٥) غطاء وستر.