تفسير الوسيط (الزحيلي)، ج ١، ص : ١٨٢
[آل عمران :
٣/ ١٩- ٢٠].
جزاء قتل الأنبياء وحكم الإعراض عن بيان اللّه
لن يغتفر التاريخ جرائم قتلة أهل الحق والدفاع عن القيم الدينية وعن مصالح الأوطان وحماية البلاد، ولن ينجو قتلة الأنبياء وقتلة أهل المعروف من العقاب الشديد في الآخرة، وهؤلاء المجرمون بطلت أعمالهم في الدنيا والآخرة، وما لهم في الآخرة من ناصرين ولا شفعاء، لأنهم حرموا المجتمع والأمة من الخير والاهتداء بهدي اللّه ودينه، وصدّوا الأنبياء عن قول الحق وتبليغ الرسالة، وآذوا بالقتل وغيره كل من آزرهم ونصرهم، ونصحهم وأمرهم بالمعروف ونهاهم عن المنكر من أهل العلم والعدل، قال اللّه تعالى :
[سورة آل عمران (٣) : الآيات ٢١ الى ٢٢]
إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِآياتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَيَقْتُلُونَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذابٍ أَلِيمٍ (٢١) أُولئِكَ الَّذِينَ حَبِطَتْ أَعْمالُهُمْ فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ وَما لَهُمْ مِنْ ناصِرِينَ (٢٢)
«١»
«٢»
[آل عمران : ٣/ ٢١- ٢٢].
روى ابن جرير الطبري وابن أبي حاتم عن أبي عبيدة بن الجراح رضي اللّه عنه قال : قلت : يا رسول اللّه، أي الناس أشد عذابا يوم القيامة؟ قال : رجل قتل نبيا، أو قتل من أمر بالمعروف ونهى عن المنكر، ثم قرأ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم : إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِآياتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَيَقْتُلُونَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذابٍ أَلِيمٍ (٢١) ثم قال الرسول :«يا أبا عبيدة قتلت بنو
(٢) أي بطلت أعمالهم.