تفسير الوسيط (الزحيلي)، ج ١، ص : ١٨٥
و قد يعطي اللّه ملكا فقط كسائر الملوك الدنيويين القدامى والمعاصرين، وقد ينزع اللّه الملك ممن يشاء من الأفراد والأمم بسبب ظلمهم وفسادهم وسوء سياستهم، كما نزع الملك من كثير من الدول والأشخاص، واللّه سبحانه يعز من يشاء ويذلّ من يشاء، والعزة والذلة لا تتوقف على الملك أو المال، فكل إنسان معرض للذل والعز بمقتضى إرادة اللّه، واللّه وحده بيده الخير، فكل ما كان أو يكون لا يخلو من خير ونعمة، لصاحبه نفسه أو لغيره من الناس، إن اللّه قدير تام القدرة على كل شي ء، ولا يفعل شيئا إلا بمقتضى الحكمة والمصلحة والعدل.
ومن أدلة قدرة اللّه تعالى وتمام ملكه وعظمته : أن اللّه يدخل الليل في النهار فيزيد منهما وينقص، ويدخل النهار في الليل زيادة ونقصا، بيده الأمر، والكون في قبضته، والسماوات والأرض مطويات بيمينه. وهو سبحانه يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي حياة مادية واضحة كإخراج النبات الرطب من الحب اليابس وعلى العكس، وحياة معنوية ملحوظة كإخراج العالم من الجاهل، والجاهل من العالم، والمؤمن من الكافر، والكافر من المؤمن.
ومن أدلة قدرة اللّه أنه يرزق جميع المخلوقات في الدنيا والآخرة، يرزق من يشاء بغير حساب يطلب منه، ولا رقيب عليه، وبغير تعب ولا مشقة، فله سبحانه خزائن السماوات والأرض، التي لا تنفد ولا تغيض، ولا تفنى ولا تنقص، إن اللّه هو الرزاق ذو القوة المتين، وهو الخالق لكل شي ء.
موالاة الأعداء
المسلم قاعدة صلبة وأمينة في بنية المجتمع الإسلامي، فلا يفرّط في حق من حقوق أمته، ولا يغدر ولا يخون ولا يغش أحدا، ولا يكون جاسوسا للأعداء، ولا يظهر