تفسير الوسيط (الزحيلي)، ج ١، ص : ١٩٥
«١» [آل عمران : ٣/ ٤٥- ٥١].
اذكر أيها النبي حين قالت الملائكة : يا مريم، إن اللّه يبشرك بمولود منك من غير أب هو الكلمة، أي وجد بكلمة كُنْ فَيَكُونُ من اللّه، من غير واسطة بشر، اسمه المسيح عيسى ابن مريم، فهو منسوب إليك، ولقب بالمسيح، لمسحه بالبركة أو بالدهن الذي يمسح به الأنبياء، وهو ذو جاه في الدنيا بالنبوة، وفي الآخرة بالشفاعة وعلو الدرجة، ومن المقربين إلى اللّه يوم القيامة.
ويكلم الناس وهو طفل صغير في المهد : مضجع الطفل حين الرضاع، وفي الكهولة : ما بعد الثلاثين أو الأربعين إلى الشيخوخة، أي يكلم الناس في الحالين بالوحي والرسالة، وهو من العباد الصالحين.
قالت مريم مستبعدة الأمر بحكم العادة : كيف يكون لي ولد، ولم يقربني رجل؟
فأجابها الوحي بالإلهام : مثل ذلك يخلق اللّه ما يشاء من العدم بمقتضى قدرته وحكمته، وإذا أراد أمرا أو شيئا ممكنا، أوجده بكلمة كُنْ فيكون كما أراد.
ويعلّم اللّه عيسى الكتابة والخط، والعلم النافع وفهم أسرار الأشياء، والتوراة التي أنزلها على موسى، والإنجيل : الكتاب الذي أوحي إليه من بعد ذلك.
ويرسله اللّه رسولا إلى بني إسرائيل : أني أنبئكم بعلامة دالة على صدق نبوتي ورسالتي، وهي أنني أصورّ لكم من الطين شيئا كهيئة الطير، فأنفخ فيه، فيصير حيا

(١) ما تتركونه مخبأ للأكل في المستقبل.


الصفحة التالية
Icon