تفسير الوسيط (الزحيلي)، ج ١، ص : ٤٧٢
«١» «٢» «٣» «٤» «٥» [المائدة : ٥/ ٥٤- ٥٦].
من المعلوم أنه ارتدّ عن الدّين إحدى عشرة فئة، ثلاث قبائل أيام النّبي صلّى اللّه عليه وسلّم :
و هم بنو مدلج بزعامة الأسود العنسي، وبنو حنيفة بزعامة مسيلمة الكذاب، وبنو أسد بزعامة طليحة بن خويلد، وسبع قبائل في عهد أبي بكر الصّديق، وهم غطفان وفزارة وبنو سليم، وبنو يربوع، وبعض بني تميم بزعامة سجاح الكاهنة، وكندة، وبنو بكر. وارتدّ جبلة بن الأيهم من الغساسنة وتنصّر ولحق بالشام والروم.
فنزلت هذه الآيات السابقة خطابا للمؤمنين عامة إلى يوم القيامة، وأشارت إلى القوم الذين قاتلوا أهل الرّدة والذين يأتي اللّه بهم وهم : أبو بكر الصّديق وأصحابه رضوان اللّه عليهم.
ومعنى الآيات الكريمات : أن اللّه وعد هذه الأمة أن من ارتدّ منها، فإنه تعالى يجي ء بقوم ينصرون الدين، ويستغنى بهم عن المرتدّين، فكان أبو بكر وأصحابه ممن صدق فيهم الخبر في ذلك العصر السابق في صدر الإسلام. فمن يرتد عن دينه في المستقبل، فسوف يأتي اللّه بقوم بديل عنهم، وصفهم القرآن الكريم بستّ صفات :
١- إنهم أناس يحبّهم اللّه تعالى، أي يثيبهم أحسن الثواب على طاعتهم، ويرضى عنهم.
(٢) أشدّاء عليهم.
(٣) اعتراض معترض.
(٤) كثير الفضل والجود.
(٥) ناصركم.