تفسير الوسيط (الزحيلي)، ج ١، ص : ٤٧٣
٢- ويحبّون اللّه تعالى باتّباع أوامره واجتناب نواهيه.
٣- وهم أذلّة على المؤمنين، متواضعون لهم، متفاهمون معهم، متعاونون.
٤- وهم أعزّة على الكافرين، أي أشدّاء متعالون عليهم، معادون لهم كما قال اللّه تعالى في وصف المؤمنين في آية أخرى : أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَماءُ بَيْنَهُمْ [الفتح :
٤٨/ ٢٩].
٥- وشأنهم أنهم يجاهدون في سبيل إعلاء كلمة اللّه ودينه، ومن أجل مناصرة الحق والخير والفضيلة وتوحيد الإله، ويدافعون عن الأوطان والأهل والديار والبلاد.
٦- وهم لا يخافون في اللّه لومة لائم، أي لا يخشون لوم أحد واعتراضه ونقده، لصلابتهم في دينهم، ولأنهم يعملون لإحقاق الحق، وإبطال الباطل، على نقيض المنافقين الذين يخافون لوم حلفائهم وأنصارهم من الأعداء.
هذه الصفات السّت التي اتّصف بها هؤلاء المؤمنون المخلصون هي من فضل اللّه العظيم، واللّه سبحانه يؤتي فضله من يشاء، ويوفق إليه من يريد، واللّه واسع عليم، أي ذو سعة فيما يملك ويعطي، كثير الأفضال، عليم بمن هو أهلها، يمنح فضله وإحسانه ونعمه على من يجد فيهم الاستعداد الطيب لها.
وبعد أن نهى اللّه تعالى عن موالاة الأعداء، أمر بموالاة ومناصرة اللّه ورسوله والمؤمنين، فأنتم أيها المؤمنون إنما وليّكم وناصركم بحق هو اللّه ومعه رسوله والمؤمنون الذين يقيمون الصلاة، أي يؤدّونها كاملة تامّة الأركان والشروط، ويؤتون الزّكاة، أي يعطونها بإخلاص وطيب نفس لمن يستحقّها، وهم خاضعون لأوامر اللّه، بلا ضجر ولا رياء. وإيتاء الزّكاة هنا لفظ عامّ يشمل الزّكاة المفروضة والتّطوع