تفسير الوسيط (الزحيلي)، ج ١، ص : ٧٣٩
عليه، ولا يأس في صلاح الناس، ولا ينقطع الأمل في توجه الإنسان إلى الخير، واللّه يراقب الجميع، فيشيد بأهل الحق، وينذر أهل الباطل، قال اللّه تعالى :
[سورة الأعراف (٧) : الآيات ١٥٩ الى ١٦٠]
وَ مِنْ قَوْمِ مُوسى أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ (١٥٩) وَقَطَّعْناهُمُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أَسْباطاً أُمَماً وَأَوْحَيْنا إِلى مُوسى إِذِ اسْتَسْقاهُ قَوْمُهُ أَنِ اضْرِبْ بِعَصاكَ الْحَجَرَ فَانْبَجَسَتْ مِنْهُ اثْنَتا عَشْرَةَ عَيْناً قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُناسٍ مَشْرَبَهُمْ وَظَلَّلْنا عَلَيْهِمُ الْغَمامَ وَأَنْزَلْنا عَلَيْهِمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوى كُلُوا مِنْ طَيِّباتِ ما رَزَقْناكُمْ وَما ظَلَمُونا وَلكِنْ كانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (١٦٠)
«١» «٢» «٣» «٤» «٥» «٦» «٧» [الأعراف : ٧/ ١٥٩- ١٦٠].
هذه ثلاث أحوال لقوم موسى الذين رغبهم اللّه تعالى باتباع ملة محمد صلّى اللّه عليه وسلّم. الحال الأولى : أن بعضهم اتبعوا موسى بحق واتبعوا أيضا محمدا صلّى اللّه عليه وسلّم، وهذه شهادة صريحة من اللّه تعالى تبين أن من قوم موسى جماعة تهدي بالحق، وتؤمن بالإيمان الحق، وترشد الناس إلى الإيمان الصحيح والخير، وتدل على منهج الاستقامة، وتحكم بمقتضى العدل الإلهي الواجب اتباعه في القضاء دون جور أو ظلم، هؤلاء الجماعة اهتدوا واتقوا وعدلوا. فأشاد القرآن بهم.
والحال الثانية لبني إسرائيل : أن اللّه تعالى في عهد موسى صيرهم اثنتي عشرة فرقة أو قبيلة، تسمى أسباطا، أي أمما وجماعات، وتمتاز كل جماعة منهم بنظام خاص بها في المعيشة وممارسة شؤون الحياة.
والحال الثالثة لهم : حال الأسباط إزاء نعم اللّه تعالى عليهم وهم في صحراء التيه، يذكّر اللّه أجيالهم بما أنعم به على أصولهم، ليشكروا النعمة ويستقيموا على أمر اللّه تعالى. واللّه أنعم عليهم بنعم فريدة ثلاث :

(١) يحكمون بالخصومات بالحق.
(٢) فرّقناهم.
(٣) جماعات كالقبائل العربية.
(٤) فانفجرت.
(٥) عينهم الخاصة بهم.
(٦) السحاب الأبيض الرقيق.
(٧) المن : مادة حلوة. والسلوى : طائر وهو السّماني.


الصفحة التالية
Icon