تفسير الوسيط (الزحيلي)، ج ١، ص : ٨٩١
و المسلمون المؤمنون يوالي بعضهم بعضا ويناصره، وأما المنافقون فلا ولاية لهم ولا نصرة بينهم، لا بجلب خير لهم، ولا بدفع شر عنهم، والآية تضمنت إحاطة علم اللّه بهم، وتوبيخهم على ما كانوا عليه من شرور وآثام، ومواقف وتحركات مشبوهة.
بخل المنافقين
يتميز المؤمن عن المنافق بسخائه وجوده وإنفاقه المال بصدق وإخلاص في سبيل اللّه ومن أجل إعزاز أمته وإعلاء شأن بلاده ودينه، منتظرا من اللّه تعالى الثواب الجزيل، وتعويض النفقة، وإخلاف الرزق، أما المنافق الذي لا أثر للإيمان في قلبه، ولا ينتظر من اللّه الخير، فتراه بخيلا ممسكا المال، يخاف الفقر خوفا شديدا، من غير إحساس بانتمائه للأمة، ولا إسهام في سبيل إعزازها والذود عن حياضها، قال اللّه تعالى مبينا خصلة البخل المتأصلة في نفوس المنافقين :
[سورة التوبة (٩) : الآيات ٧٥ الى ٧٨]
وَ مِنْهُمْ مَنْ عاهَدَ اللَّهَ لَئِنْ آتانا مِنْ فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ الصَّالِحِينَ (٧٥) فَلَمَّا آتاهُمْ مِنْ فَضْلِهِ بَخِلُوا بِهِ وَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ (٧٦) فَأَعْقَبَهُمْ نِفاقاً فِي قُلُوبِهِمْ إِلى يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ بِما أَخْلَفُوا اللَّهَ ما وَعَدُوهُ وَبِما كانُوا يَكْذِبُونَ (٧٧) أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ سِرَّهُمْ وَنَجْواهُمْ وَأَنَّ اللَّهَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ (٧٨)
«١» «٢» [التوبة : ٩/ ٧٥- ٧٨].
ذكر بعض المفسرين كالطبري أن سبب نزول هذه الآية هو ثعلبة بن حاطب، وهو غير صحيح لأن ثعلبة هذا بدري أنصاري، شهد غزوة بدر الكبرى، وناصر النبي والمسلمين نصرا مؤزرا، وممن شهد اللّه له ورسوله بالإيمان، قال ابن عبد
(٢) ما يتناجون به من المطاعن.