تفسير الوسيط (الزحيلي)، ج ٢، ص : ١٦٢٧
٥- ثم نخرجكم من بطون أمهاتكم أطفالا ضعافا في البدن والعقل والحواس.
٦- ثم تمرون في مراحل العمر، فتبلغوا أشدكم في عنفوان الشباب، وتتكامل قواكم البدنية والعقلية.
٧- وبعضكم يتوفاه الله في مرحلة مبكرة من العمر، وبعضكم تتأخر وفاته، ويعيش حتى يصل إلى سن الشيخوخة والهرم، وضعف العقل والقوة والفهم، وتلك هي مرحلة الخرف، التي يعود بها الإنسان إلى حال الطفولة، هذا هو الدليل الأول على قدرة الله على البعث، يعتمد على التأمل في مراحل خلق الإنسان.
والدليل الثاني على إمكان البعث من الله : هو خلق النبات المشابه لخلق الإنسان، فإذا تأمل المرء أحوال الأرض، يراها أولا ميتة يابسة لا نبات فيها ولا زرع، فإذا أنزل الله عليها المطر تحركت بالنبات، ودبت فيها الحياة، وارتفعت وانتفخت بالماء والنبات، ثم أنبتت من كل صنف من النبات والزرع ما هو جميل المنظر، طيب الرائحة، متناسق الألوان أو مختلفها، لاختلاف ألوان الثمار والزروع والطعوم والروائح، والأشكال والمنافع، كما يلاحظ كل إنسان في فصل الربيع والصيف وغيرهما.
ذلك المذكور من خلق الإنسان والحيوان والنبات بسبب أن الله هو الحق الموجود الثابت الذي لا شك فيه، وأنه الإله القادر على إحياء الموتى كإحياء الإنسان والحيوان والنبات، وأنه تعالى القادر على كل شي ء، فمن قدر على هذه الممكنات، فهو قادر على إعادة الأجسام إلى أرواحها.
ولتعلموا أن من قدر على إحياء الموتى قادر على الإتيان بالساعة، أي يوم القيامة، فالساعة كائنة واقعة لا شك فيها، ولتتيقنوا أن الله سيبعث أهل القبور، بعد أن بليت أجسادهم، وصاروا رمما، وسيعيدهم الله مرة أخرى أحياء، ليوم الحشر والحساب، والثواب والعقاب.


الصفحة التالية
Icon