تفسير الوسيط (الزحيلي)، ج ٢، ص : ١٨٦٦
[سورة النمل (٢٧) : الآيات ٧ الى ١٤]
إِذْ قالَ مُوسى لِأَهْلِهِ إِنِّي آنَسْتُ ناراً سَآتِيكُمْ مِنْها بِخَبَرٍ أَوْ آتِيكُمْ بِشِهابٍ قَبَسٍ لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ (٧) فَلَمَّا جاءَها نُودِيَ أَنْ بُورِكَ مَنْ فِي النَّارِ وَمَنْ حَوْلَها وَسُبْحانَ اللَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ (٨) يا مُوسى إِنَّهُ أَنَا اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (٩) وَأَلْقِ عَصاكَ فَلَمَّا رَآها تَهْتَزُّ كَأَنَّها جَانٌّ وَلَّى مُدْبِراً وَلَمْ يُعَقِّبْ يا مُوسى لا تَخَفْ إِنِّي لا يَخافُ لَدَيَّ الْمُرْسَلُونَ (١٠) إِلاَّ مَنْ ظَلَمَ ثُمَّ بَدَّلَ حُسْناً بَعْدَ سُوءٍ فَإِنِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ (١١)
وَأَدْخِلْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ فِي تِسْعِ آياتٍ إِلى فِرْعَوْنَ وَقَوْمِهِ إِنَّهُمْ كانُوا قَوْماً فاسِقِينَ (١٢) فَلَمَّا جاءَتْهُمْ آياتُنا مُبْصِرَةً قالُوا هذا سِحْرٌ مُبِينٌ (١٣) وَجَحَدُوا بِها وَاسْتَيْقَنَتْها أَنْفُسُهُمْ ظُلْماً وَعُلُوًّا فَانْظُرْ كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ (١٤)
«١» «٢» «٣» «٤» «٥» «٦» «٧» «٨» «٩» «١٠» «١١» [النّمل : ٢٧/ ٧- ١٤].
المعنى : اذكر أيها النّبي وقت قول موسى لأهله : زوجه بنت شعيب، في أثناء مسيره من مدين إلى مصر، بعد قضاء الأجل المضروب بينه وبين شعيب، وذلك في الوادي المقدّس طوى، في ليلة باردة عاصفة، فقال لأهله حين اشتداد الظلمة عليهم، وضلالهم الطريق، ورؤيته نارا من بعيد : إني أبصرت نارا، سآتيكم منها بخبر عن الطريق، أو آتيكم منها بشعلة نار لتستدفئوا بها في هذه الليلة الباردة. والخبر الذي رجاه موسى : هو الاعلام بالطريق.
فلما وصل إلى موضع النار بعدت منه، وكان ذلك نورا من نور الله عزّ وجلّ، وناداه الله عند ذلك، وسمع موسى عليه السّلام النّداء من جهة الشجرة، وأسمعه الله تعالى كلامه، فتعجب موسى مما رأى، فنودي : أن بورك من في مكان النار ومن حول مكان النار، والمراد بمن في النار في رأي ابن عباس وجماعة : هو الله عزّ وجلّ
(٢) بشعلة نار ساطعة.
(٣) تتدفؤون بها من البرد.
(٤) قدّس وطهّر الذي بدا فيه النور.
(٥) تتحرّك بشدة.
(٦)؟؟ حيّة خفيفة. [.....]
(٧) لم يلتفت أو لم يرجع على عقبه.
(٨) من غير داء.
(٩) فتحة القميص لدخول الرأس.
(١٠) واضحة.
(١١) استكبارا عن الإيمان بها.