تفسير الوسيط (الزحيلي)، ج ٣، ص : ٢٠٥٣
«١» [الأحزاب : ٣٣/ ١- ٥].
ما أروع مطلع هذه الآية وتأثيرها العميق والبعيد في تربية القيادة الإسلامية والإصرار على المبدأ، والثبات على العقيدة.
وسبب نزولها : ما
أخرجه ابن جرير الطبري عن ابن عباس رضي اللّه عنهما قال : إن أهل مكة، ومنهم الوليد بن المغيرة، وشيبة بن ربيعة دعوا النبي صلّى اللّه عليه وسلّم أن يرجع عن قوله، على أن يعطوه شطر أموالهم، وخوّفه المنافقون واليهود في المدينة إن لم يرجع قتلوه، فنزلت الآيات.
أمر اللّه النبي صلّى اللّه عليه وسلّم بالتقوى : ومعناه المداومة على التقوى، ومتى أمر أحد بشي ء هو به قائم، فمعناه المداومة، وحذره تعالى من طاعة الكافرين، والمنافقين وهم المظهرون للإيمان، وهم لا يبطنونه. والمعنى : يا أيها النبي اتق الله، أي دوام على التقوى بإطاعة أوامر الله، واجتناب محارمه، ولا تطع أهل الكفر والنفاق في شي ء، واحذرهم، إن اللّه كان وما يزال تام العلم بعواقب الأمور، حكيما في أقواله وأفعاله، فهو أحق باتباع أوامره وطاعته.
واتبع الوحي المنزل إليك من ربك، فإن اللّه لا تخفى عليه خافية، يعلم السر وأخفى، والظاهر والباطن، ثم يجازيكم على أعمالكم. وفوض جميع أمورك وأحوالك إلى اللّه تعالى، وكفى بالله وكيلا لمن توكل عليه وأناب إليه، فذلك كاف مقنع، والوكيل : القائم بالأمر، المغني فيه عن كل شي ء.
وللإنسان قلب واحد، ولم يخلق اللّه فيه قلبين، ولا يجتمع في القلب الواحد