تفسير الوسيط (الزحيلي)، ج ٣، ص : ٢٣٥١
و إنك أيها الرسول لترشد الناس إلى طريق مستقيم، ومنهاج قويم، فقوله تعالى :
صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ يعني صراط شرع اللّه تعالى ورحمته، وطريق اللّه الذي له ملك السماوات والأرض، وربّهما المتصرف فيهما، والحاكم الذي لا معقّب لحكمه، والأمور كلها صائرة على الدوام إلى اللّه تعالى، وليس لأحد غيره، فيحكم بقضائه العدل. وهذا وعد للمتقين، ووعيد للظالمين، وتقريع لمن في ذهنه أن شيئا من الأمور إلى البشر. قال سهل بن أبي الجعد : احترق مصحف، فلم يبق منه إلا قوله تعالى :
أَلا إِلَى اللَّهِ تَصِيرُ الْأُمُورُ.
لقد اقترنت جهود النبي صلّى اللّه عليه وسلّم بنور القرآن وهدايته، وكان هذا الرسول يدعو إلى الخير، ومناصرة الحق، ويستمسك بالقرآن المجيد، ويدعو إلى السداد والطمأنينة، والاعتدال والوسطية وإقامة المجتمع الفاضل، ولا يزال هذا النبي منصورا بأمر اللّه.
والمقصود هو الإرشاد إلى دين قويم، لا اعوجاج فيه، وهو دين الإسلام الذي به ختمت النبوات، وانتهت به الرسالات.