تفسير الوسيط (الزحيلي)، ج ٣، ص : ٢٣٨٧
و الأثيم : مبالغة في الإثم، وهذه الشجرة : هي الشجرة الملعونة التي تنبت في قعر جهنم.
وهذا الطعام يشبه عكر الزيت والقطران ومذاب النحاس، لحرارته ورداءته، يغلي غليانا شديدا في بطون آكليه، كغلي الماء الشديد الحرارة، ويقال للملائكة خزنة النار : خذوا هذا الأثيم، فجرّوه وسوقوه إلى وسط النار، بعنف وشدة، ثم صبوا على رأسه الماء الشديد الحرارة، الذي هو أشد الماء الساخن، وقولوا له تهكما وتقريعا : ذق العذاب أيها المتعزز المتكرم في زعمك في الدنيا، وإن هذا العذاب هو الذي كنتم تشكّون فيه، حين كنتم في الدنيا، وهو كما جاء في آية أخرى : يَوْمَ يُدَعُّونَ إِلى نارِ جَهَنَّمَ دَعًّا [الطور : ٥٢/ ١٣].
أخرج سعيد بن منصور عن أبي مالك قال : إن أبا جهل كان يأتي بالتمر والزّبد، فيقول : تزقموا، فهذا الزقوم الذي يعدكم به محمد، فنزلت : إِنَّ شَجَرَةَ الزَّقُّومِ طَعامُ الْأَثِيمِ و
أخرج الأموي في مغازيه عن عكرمة قال : لقي رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم أبا جهل، فقال :
إن اللّه أمرني أن أقول لك : أَوْلى لَكَ فَأَوْلى ثُمَّ أَوْلى لَكَ فَأَوْلى [القيامة : ٧٥/ ٣٤- ٣٥] فنزع يده، وقال : ما تستطيع لي ولا صاحبك من شي ء، لقد علمت أني أمنع أهل البطحاء، وأنا العزيز الكريم، فقتله اللّه يوم بدر، وأذلّه وعيّره بكلمته، ونزل فيه :
ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ.
حال المتقين في الآخرة
أوضح اللّه تعالى أحوال الكافرين وما يلقونه من أهوال الآخرة، ثم من أجل الموازنة، ذكر اللّه تعالى حال المتقين يوم القيامة، وما يحظون به من أنواع خمسة من