تفسير الوسيط (الزحيلي)، ج ٣، ص : ٢٥٤٣
في أذهان المناوئين والمعارضين لدعوة الإسلام والحق على يد خاتم النبيين المرسل إلى الناس كافة بشيرا ونذيرا، قال اللّه تعالى مبيّنا قصتين بعد قصة نوح عليه السّلام :
[سورة القمر (٥٤) : الآيات ١٨ الى ٣٢]
كَذَّبَتْ عادٌ فَكَيْفَ كانَ عَذابِي وَنُذُرِ (١٨) إِنَّا أَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ رِيحاً صَرْصَراً فِي يَوْمِ نَحْسٍ مُسْتَمِرٍّ (١٩) تَنْزِعُ النَّاسَ كَأَنَّهُمْ أَعْجازُ نَخْلٍ مُنْقَعِرٍ (٢٠) فَكَيْفَ كانَ عَذابِي وَنُذُرِ (٢١) وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ (٢٢)
كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِالنُّذُرِ (٢٣) فَقالُوا أَبَشَراً مِنَّا واحِداً نَتَّبِعُهُ إِنَّا إِذاً لَفِي ضَلالٍ وَسُعُرٍ (٢٤) أَأُلْقِيَ الذِّكْرُ عَلَيْهِ مِنْ بَيْنِنا بَلْ هُوَ كَذَّابٌ أَشِرٌ (٢٥) سَيَعْلَمُونَ غَداً مَنِ الْكَذَّابُ الْأَشِرُ (٢٦) إِنَّا مُرْسِلُوا النَّاقَةِ فِتْنَةً لَهُمْ فَارْتَقِبْهُمْ وَاصْطَبِرْ (٢٧)
وَنَبِّئْهُمْ أَنَّ الْماءَ قِسْمَةٌ بَيْنَهُمْ كُلُّ شِرْبٍ مُحْتَضَرٌ (٢٨) فَنادَوْا صاحِبَهُمْ فَتَعاطى فَعَقَرَ (٢٩) فَكَيْفَ كانَ عَذابِي وَنُذُرِ (٣٠) إِنَّا أَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ صَيْحَةً واحِدَةً فَكانُوا كَهَشِيمِ الْمُحْتَظِرِ (٣١) وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ (٣٢)
«١» «٢» «٣» «٤» «٥» «٦» «٧» «٨» «٩» «١٠» «١١» [القمر : ٥٤/ ١٨- ٣٢].
كذبت قبيلة عاد العربية، قوم هود عليه السّلام رسولهم، فانظروا أيها المخاطبون من قريش وغيرهم كيف كان عذابي لهم، وإنذاري إياهم.
وقوله فَكَيْفَ كانَ كيف منصوب إما على خبر (كان) وإما على الحال، و(كان) بمعنى وجد ووقع في هذا الوجه. والنذر : جمع نذير.
إنا سلطنا عليهم ريحا شديدة الصوت والبرد، في يوم شؤم عليهم، متتابع أو دائم الشؤم حتى أهلكهم ودمّرهم. قال قتادة : استمر بهم ذلك النحس حتى بلغهم جهنم.
تقتلع الناس من الأرض اقتلاع النخلة من أصلها، أي إنهم كانوا يتساقطون على الأرض أمواتا، وهم جثث طوال عظام، كأنهم بقايا أو مؤخرات نخل منقلع عن
(٢) باردة.
(٣) شؤم دائم.
(٤) أصول نخل مقتلع من مغارسه.
(٥) متاهة وجنون.
(٦) الوحي الإلهي.
(٧) كذوب في ادعاء الوحي، متكبر بطر. [.....]
(٨) اختبارا وامتحانا.
(٩) كل نصيب من الماء يحضره صاحب النوبة.
(١٠) اجترأ على عقرها.
(١١) تبن صاحب الحظيرة.