تفسير الوسيط (الزحيلي)، ج ٣، ص : ٢٥٤٩
«١» «٢» «٣» «٤» «٥» «٦» [القمر : ٥٤/ ٤٣- ٥٥].
هذا خطاب لكفار قريش على جهة التوبيخ، أكفاركم يا مشركي العرب خير من الذين تقدم ذكرهم، ممن أهلكوا بسبب تكذيبهم الرسل، وجحودهم كتب السماء، أم عندكم براءة : سلامة من العذاب مكتوبة، فيما أنزل من الكتب ألا ينالكم عذاب أو نكال؟ والمعنى : ليس كفاركم معشر العرب خيرا من كفار من تقدمكم من الأمم الذين أهلكوا بسبب كفرهم، فلستم بأفضل منهم، حتى تأمنوا ما أصابهم من العذاب عند تكذيبهم الرسل. وهذا تهديد وتوبيخ للمصرّين على الكفر من مشركي العرب.
ثم خاطب اللّه نبيه محمدا صلّى اللّه عليه وسلّم : أم يقولون : نحن جميع واثقون بأنا منتصرون بقوتنا، على جهة الإعجاب والاستكبار، على الضعفاء الأذلاء، والاستفهام إنكاري، سيهزمون فلا ينفع جمعهم.
سيهزم جمع المشركين، ويولّون الأدبار هاربين، وهذا من أدلة النبوة، فقد هزموا يوم بدر، وقتل زعماء الكفر. أخرج ابن جرير عن ابن عباس قال : قالوا يوم بدر :
«نحن جميع منتصر» فنزلت : سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ (٤٥) واستشهد رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم في بدر بهذه الآية.
(٢) ذوقوا حرّ النار وألمها. [.....]
(٣) مقدرا بقدر معلوم.
(٤) أشباهكم في الكفر.
(٥) مسطور في اللوح المحفوظ.
(٦) العندية عندية مكانة وقربة ورتبة.