تفسير الوسيط (الزحيلي)، ج ٣، ص : ٢٦٩٠
بعضهن ثيبات (مدخول بهن) وبعضهن بكارى أو عذارى (غير مدخول بهن). والآية تهديد ووعيد على محاولات إيذاء النبي صلّى اللّه عليه وسلّم، وفيها أيضا وعد من اللّه لنبيّه أن يزوجه بما يريد، في الدنيا والآخرة.
أخرج البخاري عن أنس قال : قال عمر : اجتمع نساء النبي صلّى اللّه عليه وسلّم في الغيرة عليه، فقلت : عسى ربّه إن طلّقكن أن يبدله أزواجا خيرا منكن، فنزلت هذه الآية.
وليس بعد هذه الموالاة أو المناصرة شي ء مثيل لها، مبالغة في تعظيم النبي صلّى اللّه عليه وسلّم، وتخلّصا من المكيدة ومكر النساء وغيرهن، وإحباطا لكل كيد من المشركين والمنافقين.
اتّقاء النار والتوبة والجهاد
أمر اللّه المؤمنين بطائفة من المواعظ، هي وقاية النفس والأهل من النار، بترك المعاصي وفعل الطاعات، والمبادرة إلى التوبة النصوح من جميع الخطايا والذنوب، والإقدام على الجهاد- جهاد الكفار والمنافقين، لإقرار عقيدة التوحيد، وتنظيف المجتمع من كل مظاهر الضعف والطعن والتفريق في الداخل، لتبقى الأمة واحدة نقية، كما يتضح في هذه الآيات :
[سورة التحريم (٦٦) : الآيات ٦ الى ٩]
يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ ناراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجارَةُ عَلَيْها مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ ما أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ ما يُؤْمَرُونَ (٦) يا أَيُّهَا الَّذِينَ كَفَرُوا لا تَعْتَذِرُوا الْيَوْمَ إِنَّما تُجْزَوْنَ ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (٧) يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحاً عَسى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ يَوْمَ لا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنا أَتْمِمْ لَنا نُورَنا وَاغْفِرْ لَنا إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْ ءٍ قَدِيرٌ (٨) يا أَيُّهَا النَّبِيُّ جاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْواهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (٩)
«١» «٢» «٣» «٤»
(٢) شداد في الخلق والطباع.
(٣) أقوياء البدن على الأفعال الشديدة.
(٤) خالصة بالغة في النصح، وهي صيغة مبالغة.