تفسير الوسيط (الزحيلي)، ج ٣، ص : ٢٧٣١
مِنْ أَحَدٍ في معنى الجماعة، يقع في النفي العام على الواحد والجمع، والمذكر والمؤنث، والمراد : لا يمنعنا أحد عن الرسول أو عن القتل.
وأوصاف القرآن الكريم : هي أنه عظة وتذكرة لأهل التقوى الذين يخشون عذاب اللّه بإطاعة أوامره، واجتناب نواهيه.
وإنا لنوقن ونجزم أن بعضكم مكذبون بالقرآن، كفرا وعنادا، ونحن نجازيهم على ذلك، وبعضكم مصدّقون به، لاهتدائه إلى الحق. وفي هذا وعيد شديد للمكذبين.
وإن هذا القرآن سيكون حسرة وألما وندامة على الكافرين، يوم القيامة، من حيث إنهم كفروا به، ويرون من آمن به ينعّم، وهم يعذّبون.
وإن القرآن هو الخبر الصدق، واليقين الحق الذي لا شك فيه، لكونه من عند اللّه، وليس من قول أحد من البشر. وقوله : لَحَقُّ الْيَقِينِ في رأي الكوفيين : من إضافة الشي ء إلى نفسه، كدار الآخرة، ومسجد الجامع. وفي رأي البصريين والحذّاق : أن الحقّ مضاف إلى الأبلغ من وجوهه، قال المبرد : إنما هو كقولك : عين اليقين، ومحض اليقين.
ثم أمر اللّه تعالى نبيّه بتسبيح اللّه باسمه العظيم، أي نزّه اللّه تعالى الذي أنزل هذا القرآن العظيم، عما لا يليق به، بقولك : سبحان ربي العظيم. وفي ضمن ذلك :
الاستمرار على تبليغ رسالته.
روي أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال لما نزلت هذه الآية :«اجعلوها في ركوعكم».
واسم الرّب : كل لفظ يدل على الذات الأقدس أو على صفة من صفاته، كالله والرّحمن والرّحيم. وتنزيه الاسم الخاص : تنزيه للذات، فتكون الباء في قوله : بِاسْمِ زائدة.