تفسير الوسيط (الزحيلي)، ج ٣، ص : ٢٧٣٢
تفسير سورة المعارج
التهديد بالعذاب الأخروي
المشركون قوم حمقى، فإنهم طالبوا بإنزال العذاب في الدنيا، واستعجال العذاب الأخروي تحدّيا واستهزاء وعنادا، على الرغم من إخبار القرآن بتعذيب من قبلهم ممن هو أشد منهم قوة وجحودا وثراء وزعامة، فجاءهم إنذار آخر من السماء يهددهم بعذاب واقع، مع وصف مرعب ليوم القيامة وما فيه من شدائد وأهوال وتغيرات غريبة تباين المألوف، مما يزيد في الخوف أو الذّعر، وذلك في مطلع سورة المعارج المكّية بالإجماع في هذه الآيات :
[سورة المعارج (٧٠) : الآيات ١ الى ١٨]

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

سَأَلَ سائِلٌ بِعَذابٍ واقِعٍ (١) لِلْكافِرينَ لَيْسَ لَهُ دافِعٌ (٢) مِنَ اللَّهِ ذِي الْمَعارِجِ (٣) تَعْرُجُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كانَ مِقْدارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ (٤)
فَاصْبِرْ صَبْراً جَمِيلاً (٥) إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيداً (٦) وَنَراهُ قَرِيباً (٧) يَوْمَ تَكُونُ السَّماءُ كَالْمُهْلِ (٨) وَتَكُونُ الْجِبالُ كَالْعِهْنِ (٩)
وَلا يَسْئَلُ حَمِيمٌ حَمِيماً (١٠) يُبَصَّرُونَهُمْ يَوَدُّ الْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ (١١) وَصاحِبَتِهِ وَأَخِيهِ (١٢) وَفَصِيلَتِهِ الَّتِي تُؤْوِيهِ (١٣) وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً ثُمَّ يُنْجِيهِ (١٤)
كَلاَّ إِنَّها لَظى (١٥) نَزَّاعَةً لِلشَّوى (١٦) تَدْعُوا مَنْ أَدْبَرَ وَتَوَلَّى (١٧) وَجَمَعَ فَأَوْعى (١٨)
«١» «٢» «٣» «٤» «٥» «٦» «٧» «٨» «٩» «١٠» «١١» [المعارج : ٧٠/ ١- ١٨].
(١) سأل بكذا : طلبه، وسأل عن كذا : استخبر عنه اعتناء به. [.....]
(٢) مانع وواقع.
(٣) المصاعد والدرجات لصعود العمل الصالح إليه.
(٤) مائع الزيت ونحوه من المعادن المذابة.
(٥) الصوف المندوف.
(٦) صديق صديقه.
(٧) زوجته.
(٨) عشيرته.
(٩) كلمة ردع وزجر للمخاطب عما هو عليه.
(١٠) نار ملتهبة.
(١١) هي أعضاء الجسم الخارجية أو جلدة الرأس.


الصفحة التالية
Icon