تفسير الوسيط (الزحيلي)، ج ٣، ص : ٢٧٩٩
«١» «٢» «٣» «٤» «٥» «٦» «٧» [المرسلات : ٧٧/ ١- ٢٨].
يقول اللّه تعالى : أقسم بالرّسل المرسلين إلى الأنبياء والرّسل جماعات، إفضالا على العباد بالبعثة، أو بالرّياح المتتابعة التي هي نعم، بها الأرزاق والنجاة في البحر، وبالرياح التي ترسل عاصفة لما أمرت به من نعمة أو نقمة، وبالرياح التي تنشر السحاب وتفرّقه في آفاق السماء، كما يشاء اللّه تعالى.
وأقسم بالملائكة الذين ينزلون بأمر اللّه على الرّسل بما يفرّق بين الحق والباطل، والهدى والضلال، والحلال والحرام، والذين يلقون الوحي إلى الأنبياء والرّسل، إعذارا من اللّه تعالى إلى خلقه، وإنذارا من عذابه إن خالفوا أمره.
إن ما وعدتم به من مجي ء الساعة ونفخ الصور، وبعث الأجساد، وجمع الأولين والآخرين في صعيد واحد، وجزاء كل إنسان بما عمل خيرا أو شرّا، إن هذا كله لواقع حتما.
وعلامات وقوعه : إذا ذهب ضوء النجوم، وتشققت السماء وتصدعت، وقلعت الجبال من أماكنها، وصارت في الأجواء هباء منبثا.
وإذا الرّسل جمعت وجعل لها وقت للفصل والقضاء بينهم وبين الأمم، ويقال لتعجيب العباد من الهول : لأي يوم عظيم أخّرت الأمور المتعلّقة بهؤلاء الرّسل؟
و هي تعذيب من كذّبهم، وتعظيم من صدّقهم. والجواب من اللّه تعالى : بأنهم أجّلوا

(١) ماء ضعيف حقير.
(٢) مستقر حصين وهو الرّحم.
(٣) زمان معين.
(٤) هيّأنا وأحكمنا.
(٥) جمعا وضما.
(٦) جبالا ثوابت عاليات.
(٧) عذبا.


الصفحة التالية
Icon