تفسير الوسيط (الزحيلي)، ج ٣، ص : ٢٨٣٥
«١» «٢» «٣» [الانفطار : ٨٢/ ١- ١٩].
هذه أوصاف يوم القيامة يذكرنا اللّه بها، وبما يقدمه الإنسان فيها من خير أو شر، ويجازى عليه. إذا انشقت السماء وتصدعت، وتساقطت الكواكب وتناثرت بعدها، وشققت جوانب البحار فصارت بحرا واحدا، ثم أضرمت النار فيها، وهذه أشراط (أمارات) الساعة، وجواب الشرط :
إذا حدثت هذه الأمور المتقدمة، علمت كل نفس عند انتشار صحائف الأعمال ما قدمت من خير أو شر، وما أخّرت من الأعمال بسبب التكاسل والإهمال.
يا أيها الإنسان المدرك نهاية العالم، ما الذي خدعك وجرّأك على عصيان ربك، الذي خلقك كامل الأعضاء، حسن الهيئة، وصيرك معتدلا متناسب الخلق، لا تفاوت في أعضائك، مزودا بالحواس من السمع والبصر، وفيك العقل والعلم والفهم.
أخرج ابن أبي حاتم عن عكرمة في هذه الآية : ما غَرَّكَ قال نزلت في أبي بن خلف. وقيل : في أبي الأشد بن كلدة الجمحي أو في الوليد بن المغيرة.
لقد ركّبك اللّه في أي صورة شاءها، من أبهى الصور وأجملها، وأنت لم تختر صورة نفسك.
ثم رد اللّه تعالى على سائر أقوالهم، وردع عنها بقوله سبحانه : كَلَّا ثم أثبت لهم تكذيبهم بيوم الجزاء، وهذا الخطاب عام، ومعناه الخصوص في الكفار.
(٢) يدخلونها ويقاسون حرها.
(٣) يوم الحساب والجزاء.