تفسير الوسيط (الزحيلي)، ج ٣، ص : ٢٨٧٥
«١» «٢» «٣» «٤» «٥» [الفجر : ٨٩/ ١٧- ٣٠].
أخبر اللّه تعالى في هذه الآيات عن أعمال الناس، على جهة الردع والزجر، بقوله : كلا، أي زجرا وردعا عن مزاعم المشركين، فإن اللّه تعالى يعطي المال من يحب ومن لا يحب، ويضيق الرزق على من يحب ومن لا يحب، وإنما المدار على طاعة اللّه تعالى في الحالين، فإذا كان غنيا شكر، وإذا كان فقيرا صبر.
وهم في الواقع مقصرون في سبل الخير، فلا يكرمون الأيتام ولا يبرونهم، ويدفعونهم عن حقوقهم الثابتة لهم في الميراث، ويأخذون أموالهم منهم، ويأكلون المواريث أكلا شديدا، وجمعا من غير تمييز بين الحلال والحرام، ويحبون المال حبا كثيرا فاحشا، أي إنكم أيها الناس تؤثرون الدنيا على الآخرة، واللّه يحب السعي للآخرة.
كلا، أي زجرا وردعا لأقوالكم وأفعالكم هذه، ولا يصح أن يكون عملكم مجرد الحرص على الدنيا، وترك مواساة الآخرين منها، وجمع الأموال فيها بأية كيفية، من غير تحر للحلال وبعد عن الحرام.
واستعدوا ليوم الحساب والفصل بين الخلائق، حيث تدك، أي تكسر الأرض وتتحرك تحركا شديدا، ويجي ء اللّه تعالى للفصل بين عباده، وإصدار أوامره وأحكامه

(١) الميراث.
(٢) شديدا من غير تمييز بين الحلال والحرام.
(٣) كثيرا.
(٤) لا يشد رباطه ولا يتولى عذابه أحد غير اللّه.
(٥) المستقرة في إيمانها بالحق، التي اطمأنت بذكر اللّه.


الصفحة التالية
Icon