تفسير الوسيط (الزحيلي)، ج ٣، ص : ٢٨٨٦
تفسير سورة الليل
تفاوت أعمال الناس وثوابهم
الناس في مركب الحياة أو سفينة الحياة متفاوتون في هممهم وعزائمهم، وأعمالهم وتصرفاتهم، بسبب اختلاف عقولهم وأفكارهم وأهوائهم، وتفاوتهم في التزام الدين والأخلاق والآداب والأنظمة، أو تجاوز ذلك، وكل واحد في مسيرة الحياة يرصد لنفسه ما يلقاه في مستقبل عمره، وفي آخرته، فأما أهل الاستقامة : فهم موفقون للخصال الحسنة، ويكونون في جنان الخلد، وأما أهل الانحراف والضلال : فهم أيضا موفقون للخصال السيئة، ويكونون بسبب جناياتهم وسيئاتهم في نيران الجحيم، ولا يغنيهم عن سوء عملهم أهل ولا مال ولا صديق حميم، كما يتبين في سورة الليل المكية في قول الجمهور :
[سورة الليل (٩٢) : الآيات ١ الى ٢١]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
وَ اللَّيْلِ إِذا يَغْشى (١) وَالنَّهارِ إِذا تَجَلَّى (٢) وَما خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنْثى (٣) إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى (٤)فَأَمَّا مَنْ أَعْطى وَاتَّقى (٥) وَصَدَّقَ بِالْحُسْنى (٦) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرى (٧) وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنى (٨) وَكَذَّبَ بِالْحُسْنى (٩)
فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرى (١٠) وَما يُغْنِي عَنْهُ مالُهُ إِذا تَرَدَّى (١١) إِنَّ عَلَيْنا لَلْهُدى (١٢) وَإِنَّ لَنا لَلْآخِرَةَ وَالْأُولى (١٣) فَأَنْذَرْتُكُمْ ناراً تَلَظَّى (١٤)
لا يَصْلاها إِلاَّ الْأَشْقَى (١٥) الَّذِي كَذَّبَ وَتَوَلَّى (١٦) وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى (١٧) الَّذِي يُؤْتِي مالَهُ يَتَزَكَّى (١٨) وَما لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزى (١٩)
إِلاَّ ابْتِغاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلى (٢٠) وَلَسَوْفَ يَرْضى (٢١)
«١» «٢» «٣» «٤» «٥» «٦» «٧» «٨» «٩» «١٠»
(٢) ظهر وانكشف. [.....]
(٣) مختلف نوعا وجزاء، جمع شتيت.
(٤) بالخصلة الحسنى أو الجنة والثواب.
(٥) للخطة الفضلى الميسرة المؤدية للخير.
(٦) للخطة أو الحالة السيئة المؤدية للشر.
(٧) هوى وسقط.
(٨) تتوهج وتتقد، أي تتلظى.
(٩) لا يحترق بها.
(١٠) ملازم الشقاء.