تفسير الوسيط (الزحيلي)، ج ٣، ص : ٢٩٥٧
تفسير سورة الإخلاص
التوحيد والتنزيه
إن المبدأ الأساسي في الاعتقاد : هو إعلان توحيد اللّه وتنزيهه عما لا يليق به، والإقرار باللسان، والتصديق بالقلب، فهذا هو منطق الإيمان وجوهره، فمن لم يؤمن بوحدانية اللّه، وأنه الإله والرب الذي لا شريك له، ولا نظير ولا مثيل، لم يكن من أهل الدين على الإطلاق، مهما حاول تعويض ذلك بشي ء من الأوهام والطقوس والأقوال. لذا كانت سورة الإخلاص المكية المسماة أيضا بالأساس معبرة عن ركن العقيدة، وكانت تعدل ثلث القرآن، لأن أصول التشريع الإلهي ثلاثة :
التوحيد، وتقرير الحدود والأحكام، وبيان الأعمال، أي العقيدة، والشريعة، والممارسة.
أخرج البخاري وأبو داود والنسائي عن أبي سعيد الخدري رضي اللّه عنه :«أن رجلا سمع رجلا يقرأ : قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (١) يرددها، فلما أصبح، جاء إلى النبي صلّى اللّه عليه وسلّم، فذكر ذلك له، وكأن الرجل يتقالّها، فقال النبي صلّى اللّه عليه وسلّم :«و الذي نفسي بيده، إنها لتعدل ثلث القرآن».
ومضمونها يقتضي الإخلاص في عبادة اللّه وحده والتوجه إليه وحده. قال ابن عباس رضي اللّه عنهما :«تفكروا في كل شي ء، ولا تتفكروا في ذات اللّه عز وجل».
وهذه السورة هي :


الصفحة التالية
Icon