تفسير الوسيط (الزحيلي)، ج ٣، ص : ٢٩٥٨
[سورة الإخلاص (١١٢) : الآيات ١ الى ٤]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (١) اللَّهُ الصَّمَدُ (٢) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (٣) وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ (٤)«١» «٢» «٣» [الإخلاص : ١١٢/ ١- ٤].
أخرج أحمد والبخاري والترمذي وغيرهم عن أبي بن كعب رضي اللّه عنه : أن المشركين سألوا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم عن نسب ربه- تعالى عما يقول الجاهلون- فنزلت هذه السورة.
أخرج ابن أبي حاتم وابن عدي والبيهقي في الأسماء والصفات، عن ابن عباس رضي اللّه عنهما : أن اليهود دخلوا على النبي صلّى اللّه عليه وسلّم، فقالوا له : يا محمد، صف لنا ربك وانسبه، فإنه وصف نفسه في التوراة ونسبها، فارتعد رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، حتى خرّ مغشيا عليه، ونزل عليه جبريل عليه السّلام بهذه السورة :
سورة الإخلاص.
أخرج ابن جرير عن أبي العالية، وعبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر عن قتادة قال : قالت الأحزاب لرسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم : انسب لنا ربك، فأتاه الوحي بهذه السورة.
والمعنى : قل أيها الرسول لمن سألك عن صفة ربك ونسبته : هو اللّه أحد، أي واحد فرد في ذاته وصفاته، لا شريك له، ولا نظير، ولا عديل، ليس كمثله شي ء، وليس مركّبا ولا متعددا، وهُوَ مبتدأ أول، واللَّهُ مبتدأ ثان، وأَحَدٌ خبره، والجملة : خبر المبتدأ الأول، والتصدير بضمير الشأن هُوَ للتنبيه على فخامة الكلام الآتي، وبيان خطورته وروعته، لأن الضمير يدعوك إلى ترقب ما بعده.
فإذا جاء تفسيره وتوضيحه، تمكن في النفس تمكنا تاما، ولم يقل (اللّه الأحد) لأن المقصود إثبات أن اللّه جل جلاله واحد، ليس متعددا في ذاته، فلو قيل :(اللّه الأحد) لأوهم التعدد، والمقصود نفي التعدد الذي كان المشركون يعتقدونه.
واللّه هو الصمد : أي المقصود وحده في قضاء الحوائج، لأنه القادر على تحقيقها.
(١) واحد في ذاته وصفاته وأفعاله.
(٢) المقصود وحده في قضاء الحوائج.
(٣) مكافئا ومماثلا.
(٢) المقصود وحده في قضاء الحوائج.
(٣) مكافئا ومماثلا.