ج ١، ص : ٤٠
جملة :« أولئك على هدى... » لا محلّ لها استئنافية.
وجملة :« أولئك هم المفلحون.. » لا محلّ لها معطوفة على الجملة الاستئنافية.
الصرف :
(أولى)، اسم إشارة يأتي مقصورا وممدودا (أولاء)، والواو في كليهما زائدة.
(المفلحون)، جمع المفلح، اسم فاعل من أفلح الرباعيّ، فهو على وزن مضارعه بإبدال حرف المضارعة ميما مضمومة وكسر ما قبل آخره، ولهذا حذفت منه الهمزة تخفيفا كما حذفت من مضارعه إذ أصله يؤفلحون.
البلاغة
١ - « عَلى هُدىً » إن ما في هذا القول من الإبهام المفهوم من التنكير لكمال تفخيمه كأنه قيل على أي هدى لا يبلغ كنهه ولا يقادر قدره.
وإيراد كلمة الاستعلاء بناء على تمثيل حالهم في ملابستهم بالهدى بحال من يعتلي الشي ء ويستولي عليه بحيث يتصرف فيه كيفما يريد أو على استعارتها لتمسكهم بالهدى استعارة تبعية متفرعة على تشبيهه باعتلاء الراكب واستوائه على مركوبه أو على جعلها قرينة للاستعارة بالكناية بين الهدى والمركوب للإيذان بقوة تمكنهم منه وكمال رسوخهم فيه.
٢ - والذي هو أرسخ عرفا في البلاغة أن يقال إن قوله « الم » جملة برأسها، أو طائفة من حروف المعجم مستقلة بنفسها و« ذلِكَ الْكِتابُ » جملة ثانية و« لا ريب فيه » ثالثة. و« هُدىً لِلْمُتَّقِينَ » رابعة. وقد أصيب بترتيبها مفصل البلاغة وموجب حسن النظم، حيث جي ء بها متناسقة هكذا من غير حرف نسق، وذلك لمجيئها متآخية آخذا بعضها بعنق بعض. فالثانية متحدة بالأولى معتنقة لها، وهلم جرا، إلى الثالثة والرابعة.


الصفحة التالية
Icon