ج ١٢، ص : ٣٧٦
يريد أن يأتي بعده، وإما بنكتة تشير إلى معنى الفصل المستقبل كقوله تعالى « نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ » فإنه سبحانه وطأ بهذا الفصل إلى ما يأتي بعده من سرد قصة يوسف عليه السلام، فتخلص به إلى ذكر القصة تخلصا بارعا، فإن النكتة التي أشارت إلى وصف هذه القصة بنهاية الحسن دون سائر قصص الأنبياء المذكورة في القرآن، وهي قوله :« أَحْسَنَ الْقَصَصِ » فإن المخاطب إذا قرع سمعه هذا الوصف للقصة تنبه إلى تأملها، فيجد كل قضية فيها ختمت بخير، وكل ضيق انتهى إلى سعة، وكل شدة آلت إلى رخاء.
الفوائد
أسباب نزول السورة :
١ - في سبب نزولها قولان :
آ -
روي عن سعيد بن أبي العاص رضي اللّه عنه قال : لما أنزل القرآن على رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلم تلاه عليهم زمانا، فقالوا : يا رسول اللّه حدثنا، فأنزل اللّه عز وجل اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ فقالوا : يا رسول اللّه، لو قصصت علينا، فأنزل اللّه تعالى الر تِلْكَ آياتُ الْكِتابِ الْمُبِينِ إلى قوله تعالى نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ.
ب -
روى الضحاك عن ابن عباس قال : سألت اليهود النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلم فقالوا : حدثنا عن أمر يعقوب وولده وشأن يوسف، فأنزل اللّه عز وجل الر تِلْكَ آياتُ الْكِتابِ الْمُبِينِ
[سورة يوسف (١٢) : آية ٢]
إِنَّا أَنْزَلْناهُ قُرْآناً عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (٢)
الإعراب :
(إنّ) حرف مشبّه بالفعل للتوكيد - ناسخ - و(نا) ضمير في محلّ نصب اسم إنّ (أنزلنا) فعل ماض.. و(نا) ضمير في محلّ رفع فاعل و(الهاء) ضمير مفعول به (قرآنا) حال موطّئة منصوبة « ١ »، (عربيّا) نعت ل

_
(١) جاز مجي ء الحال لفظا جامدا لأنه وصف.. ويجوز إعرابه بدلا من الهاء في (أنزلناه).


الصفحة التالية
Icon